كانت مصر من أوائل الدول التى عرفت السينما بعد باريس التى شهدت أول عرض سينمائى تجارى عام 1895، وشهد عام 1907 بداية أول إنتاج سينمائى مصرى وكانت أفلاما تسجيلية لبعض المناطق والمناظر المصرية، وكان أول إنتاج لأفلام روائية مصرية عام 1917.
وتشير بعض المصادر إلى أن فيلم أولاد الذوات والذى أنتج عام 1932 كان أول فيلم عربى ناطق وقام بالبطولة فيه يوسف وهبى، ودولت أبيض، وسراج منير، وأمينة رزق، وأنور وجدى، وإخراج المخرج محمد كريم.
وكان هناك عدد من الأفلام الرائدة التى عرضت فى بدايات عهد السينما فى مصر تم فقدها مع حريق استديو مصر الذى تم افتتاحه عام 1935 وكان أول إنتاجه فيلم وداد لأم كلثوم فى نفس عام افتتاحه، ونشب هذا الحريق عام 1951 ليلتهم عددا من الأفلام.
ولكن بعد سنوات تم العثور على نسخ أخرى من بعض الأفلام المفقودة ومنها فيلم الحج، والذى كان أول فيلم يصور مناسك الحج، وكذلك أفلام حلم الشباب والحل الأخير.
وكان استديو مصر قدم برنامجا كاملا من إنتاجه عرض فيه جريدة مصر الناطقة، وأفلام فريضة الحج وسوق الملاح وحلم الشباب والحل الأخير.
فكانت المرة الأولى فى تاريخ السينما تزور بعثة فنية الأراضى المقدسة لتصوير مناسك الحج، والكعبة وجموع الحجاج القادمة من كل بقاع الأراض لأداء فريضة الحج.
وكان ضمن هذه الأفلام "حلم الشباب" تأليف أحمد رامى وتلحين وغناء الموسيقار الكبير رياض السنباطى، وهى من التسجيلات النادرة التى يغنى فيها السنباطى ويظهر خلالها جمال صوته.
كما تضم هذه الأفلام فيلم "الحل الأخير" ويعتبر أول فيلم اجتماعى يعرض مشاكل الأسرة المصرية وعلاقة الأبناء بالأباء، وهو من الأفلام النادرة التى يظهر فيها الفنان الكبير سليمان نجيب شاباً، ومعه ميمى شكيب التى ظهرت بشكل مختلف فى مرحلة أصغر من عمرها، والفنانة راقية إبراهيم وسراج منير.