فى مثل هذا اليوم الموافق 26 يوليو عام 1987 رحل عن عالمنا الأديب الكبير توفيق الحكيم بعد حياة حافلة بالإبداع اثرى فيها الحياة الفكرية بمؤلفاته وكتاباته ورواياته التى تحول بعضها إلى أعمال فنية ما بين المسرح والسينما والتلفزيون.
ورغم أن توفيق الحكيم لم يكن يكتب رواياته بهدف تقديمها فى أعمال مسرحية وسينمائية حيث كان رائدا لما يسمى بالمسرح الذهنى الذى يصعب تحويله إلى أعمال تقدم على خشبة المسرح وكان يرى أنه يبنى أفكاره ويقيم مسرحه فى ذهن القارئ ويجعل الممثلين أفكارا تتحرك داخل عقله، إلا أن مسرحيته أهل الكهف المنشورة سنة 1933، أحدثت ضجة ونقلة فى الحركة المسرحية.
تحولت بعض كتابات توفيق الحكيم وروايته لأعمال مسرحية وسينمائية إلا أنه كان متخوفاً فى البداية من السينما ويخشى أن تتحول رواياته لعمل سينمائى، وتردد كثيرا قبل أن يقنعه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب بتقديم روايته رصاصة فى القلب فى عمل سينمائى وكانت أول روايات الحكيم فى السينما وبعدها قدم عدد من الأعمال ومنها، الرباط المقدس، الخروج من الجنة، الأيدى الناعمة، ليلة الزفاف، طريد الفردوس، امرأة غلبت الشيطان.
وفى عام 1953 أجرت مجلة الكواكب فى عدد نادر حوار مع الأديب الكبير توفيق الحكيم تحدث فيه عن مستقبل المسرح والسينما فى مصر، وتوقع فيه بهلاك المسرح وبقاء السينما، وجاء عنوان الحوار: توفيق الحكيم يقول: "مسرحنا مقضى عليه بالهلاك والسينما لن تموت".
وأكد الحكيم فى حواره الذى مر عليه ما يقرب من 67 عاما أن المسرح يتأخر لأنه ليس له سياسة ثابتة ولا يعرف هدفه وسياسته، وليس محل عناية من الممثلين ولا الجمهور ولا الحكومة، وعلى الرغم من انه وقتها كانت هناك العديد من الفرق المسرحية المتنافسة، أشار الحكيم إلى أن المسرح مقضى عليه بالموت.
وعلى العكس من ذلك أكد الأديب الكبير أن السينما فى مصر لن تموت رغم هزالها لأن الجمهور يعتبرها من مكيفات الحياة كالسيجارة والقهوة، مؤكدا أنه يجب على القائمين عليها تحسين بضاعتهم والرقى بأهدافها، قائلاً: "أما المسرح فهو نوع من اللهو الرزين الذى يقدم فى محيط أضيق ولذلك لا يعيش هذا الفن إلا إذا كان له هدف وسياسة واضحة".
وكان من بين المسرحيات التى كتبها الحكيم: "أهل الكهف، عودت الروح، ايزيس، أوديب ملكاً، شهرزاد، السلطان الحائر"، وغيرها.