ابنة الشاعر أحمد رامى: والدى من صنع كوكب الشرق وكانت إحدى ملهماته

أم كلثوم أم كلثوم
 
شيماء منصور

قالت المهندسة إلهام أحمد رامى ابنة الشاعر الكبير أحمد رامى، إن أغنية "يا ليلة العيد" هى بهجة العيد، حيث تشع سعادة لكل المصريين وأصبحت طقسا مهما من طقوس العيد فى مصر، وأضافت عندما عاد والدى من بعثته وقد درس علم المكتبات واللغات الشرقية وأصدر ديوانه الأول والثانى باللغة العربية الفصحى، كانت أم كلثوم مازالت فلاحة بقفطان، وسمعها والدى فى إحدى الحفلات تغنى كلماته العربية الفصحى، وأحب صوتها وقرر أن يكتب بالعامية لها فهو أيقن أن مستمعوا الأغانى أكثر من قراء الكتب.

وأضافت إلهام خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "التاسعة"، المذاع على القناة الأولى، مع الإعلامى وائل الإبراشى والفنانة نجوى إبراهيم أم كلثوم كانت ذكية ولماحة، ومن المؤكد أنه كان هناك مشاعر حب فعندما يكون لك صديق مقرب من المؤكد أنك ستحبه جدا وهذه كانت حقيقة مشاعر والدى نحوها، فلأى شاعر ملهم وأن كلثوم كانت إحدى ملهمات والدى، وأنا أيضا كنت ملهمته لأغنية أقبل الليل، فقد كتبها بعد أن تزوجت فى مدينة الإسكندرية وسافرت بعدها لألمانيا وكان والدى قد اعتاد على بعض الطقوس معى وأشتاق لهذه الطقوس فألهمته بكتابة تلك الأغنية، وعلاقة والدى بأم كلثوم جعلت والدتى تشعر بالغيرة، فوالدتى كانت جميلة جدا ومتعلمة ومثقفة وعاقلة وحكيمة واستوعبت أن أم كلثوم هى جزء من عمل أبى وكانت كثيرا تتصل بها تلفونيا.

وأضافت، والدى هو من صنع أم كلثوم، فقد علمها القراءة وحببها فى الكتب وكان هناك فترات خصومة فى حياتهم فأتذكر فى إحدى المرات كتب والدى لها أغنية من اجل تكريمها فى معهد الموسيقى العربية واكتشفت أن هناك بيتين بالأغنية كان قد كتبهما رامى من قبل للفنان عبد الوهاب فغضبت جدا ووالدى صار بمبدأ "أصون كرامتى من أجل حبى" وابتعدوا لمدة أربع أشهر ولم يحدثها أبى إلا عندما علم بمرضها وخضوعها لإحدى العمليات الجراحية فذهب لزيارتها.

واسترسلت، قدم الرئيس الراحل أنور السادات بعض الكلمات الجميلة لوالدى وذلك أثناء احتفال السنوية الأولى لرحيل أم كلثوم فقدم والدى قصيدة رثاء لها وأغنية، وأعطى السادات لوالدى الدكتوراه الفخرية فى الأدب والشعر، كما كان قد حصل على جائزة الدولة التقديرية من قبل.

من جانبه قال الشاعر الكبير جمال بخيت، إن أغنية "ليلة العيد" هى الإعلان الرسمى عن العيد لدى جموع الشعب المصرى، فقد أصبحت تلك الأغنية طقس من طقوس العيد، فصناع تلك الأغنية الثلاثة هم معجزة حقيقية ولديهم مشوار فنى عبقرى وهم الشاعر الكبير أحمد رامى، والموسيقار رياض السنباطي، وكوكب الشرق أم كلثوم، فنحن أمام ثلاثة يمثلون الحضارة المصرية برقيها وشموخها وتاريخها العظيم وحاضرها وأيضا مستقبلها.

وأضاف بخيت أثناء استضافته فى برنامج "التاسعة"، مع الإعلامى وائل الإبراشى والفنانة والإعلامية نجوى إبراهيم، المذاع على القناة الأولى يعود سر بقاء أغنية "ياليلة العيد"، ليومنا هذا ونجاحها بهذا الشكل لأنها نموذج البهجة فقد جمعت كل مفردات البهجة فى حياتنا فقد تحدثت عن العيد والحب والنيل، فتجد نفسك أمام بانوراما لا تشع سوى البهجة، كما تعتبر الأغنية من استثناءات أحمد رامى ورياض السنباطى فقد امتازت أغانيهم بالحزن، والفنان العبقرى يستطيع أن يقدم جميع الألوان، وقد كتبت تلك الأغنية فى البداية عام 39 لفيلم "دنانير"، التى كانت تدور أحداثه فى العراق، وكان هناك أحد الكوبليهات تقول "يادجلة ميتك عنبر وزرعك فى الغيطان نور.. يعيش هارون يعيش جعفر ونحيلهم ليالى العيد".

واسترسل، عندما نزلت الأغنية على أسطوانة لأم كلثوم قام رامى بتغير كلمات هذا الكوبليه كى تتماشى الأغنية مع مصر وقال "يانيلنا ميتك سكر وزرعك فى الغيطان نور.. تعيش يانور وتتهنى ونحيلك ليالى العيد"، وفى عام 44 قام النادى الأهلى بإحياء حفلة لأم كلثوم فى وقفة العيد، وكانت الإذاعة المصرية تذيعها وبعد إلقاء أم كلثوم لمطلع أغنية "ياليلة العيد تفاجئ الجميع بدخول الملك فاروق عليهم لحضور الحفلة، وهنا قامت أم كلثوم بذكاء غير معهود بتغير كلمات الاغنية لتجعلها هلالك هل فى عنينا فرحناله وغنينا موجهة الكوبليه للملك فاروق، كما قالت " يعيش فاروق ويتهنى ونحييله ليالى العيد"، واستدعت بعد انتهاء الأغنية الكوبليه الأخير من أغنية حبيبى يسعد أوقاته وقالت فى نهايته موجه الكلمات للملك " عز وتمجيد ليك يامليكى ".

وأكد جمال بخيت أنه كان هناك علاقة حب بين أم كلثوم وأحمد رامى، فقد أحب أحمد رامى أم كلثوم حبا كبيرا، وزوجة الشاعر الراحل أحمد رامى لابد أن يصنع من أجلها تمثال، وأحمد رامى هو من علم أم كلثوم القراءة الشعرية وأحضر لها الكثير من الكتب فكانت أم كلثوم تغنى اللغة العربية منذ الطفولة لكنها لم تكن تفهم معانيها وقد أدركت المعانى من خلال أحمد رامى.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر