أحيانا يندمج الفنان فى التمثيل حتى يتوحد مع الشخصية التى يؤديها، وكثيرا ما حدث ذلك مع نجوم الزمن الجميل الذين أعطوا الفن من روحهم وكيانهم وتميزت مشاهدهم بالصدق الشديد.
وكثيرا ما تسبب الاندماج بالتمثيل فى تأثر الفنان بالشخصية والمشهد الذى يؤديه بعد انتهائه من أداء دوره، وهذا ما حدث مع الفنان الكبير محمود المليجى الذى حكى فى أحد حواراته القديمة عن موقف اندمج فيه بشدة لدرجة البكاء.
وقال المليجى إنه كان يؤدى دوره فى فيلم "الإيمان"، وهو دور فتوة أصابه المرض فأصبح ضعيفا أمام أهل منطقته، وتبدل به الحال، بعد صولاته وجولاته، عندما كان فى عنفوان قوته.
وكان ضمن مشاهد الفيلم مشهد يحاول خلاله استجماع قوته التى هزمها المرض، ليدافع عن نفسه أمام الفتوة الجديد، الذى انهال عليه ضربا، ولكنه عجز عن حماية نفسه فسقط عدة مرات.
وأوضح المليجى أنه لم يستطع أن يتمالك دموعه حين مثل المشهد وسقط على الأرض عدة مرات، وظل يبكى حتى بعد انتهاء التصوير لأكثر من نصف ساعة من شدة التأثر والاندماج.
أما سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فذكرت أنها حين كانت تشارك فى بطولة فيلم "الله معنا"، وكانت تؤدى فيه مشهد فتاة تحاول سرقة مستندات تدين والدها فى جريمة خيانة وطنية، اندمجت فى المشهد بشكل كبير لدرجة أنها صدقت أنها تقوم بعمل وطنى، وظلت ممسكة بالمستندات حتى بعد انتهاء تصوير المشهد، ورفضت أن تعطيها للعمال، مؤكدة أنها استعادت فى هذا المشهد كل مخزون الظلم الذى تعرض له المصريون والجرائم التى ارتكبها تجار الوطنية قبل ثورة يوليو، وتمنت لو كانت قامت بهذا العمل الوطنى فى الحقيقة.