يمر اليوم 22 عاما على رحيل الفنان نجاح الموجى، الذى غادر عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 25 سبتمبر من عام 1998، بعد رحلة إبداع لم يمهله القدر ليكملها ويُخرج كل ما يمتلكه من مواهب وطاقات فنية.
نجاح الموجى هو أحد نجوم الكوميديا ومبدعى الفن الذى ترك بصمة واضحة فى كل عمل شارك فيه حتى وإن كان ظهوره فى مشاهد قليلة من العمل الفنى، يخطف نظرك وقلبك ويترك أثره فى ذاكرتك، وهى قدرات لا يمتلكها إلا فنان موهوب.
يكفى أن تراه فى مشهد من فيلم "الكيت كات" الذى جسد فيه شخصية "هرم" تاجر المخدرات، فتحفظ إفيهاته عن ظهر قلب، أو ترى خفة ظله وبراعته فى دور الواد مزيكا فى مسرحية "المتزوجون"، وهو يبارى نجمى الكوميديا جورج سيدهم وسمير غانم، ويجد له مكانا مميزا بينهما، وهكذا كان فى كل أدواره التى تفوق فيها.
لم يكن نجاح الموجى يمتلك طاقات كوميدية فقط، بل كان بارعا فى أداء التراجيديا، ويكفى أن ترى مشاهده فى فيلم "التحويلة"، لتعرف أنه فنان من العيار الثقيل، رحل دون أن نستغل كامل طاقاته الفنية.
ولد نجاح الموجى فى 11 يونيو عام 1945 بقرية ميت الكرماء مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، واسمه الحقيقى عبد المعطى محمد الموجى.
وكان لديه 14 شقيقًا انتقلوا للعيش فى القاهرة، وفقد 11 من هؤلاء الأخوة فى حياته، وكان من بين أشقائه أخ اسمه نجاح يكبره بعشرة أعوام ارتبط به عبد المعطى ارتباطا كبيرا، وعندما توفى اقتبس الأخ الأصغر اسمه ليكون اسمه الفنى نجاح الموجى اعترافا وحبا لشقيقه.
حصل نجاح الموجى على درجة البكالوريوس من المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، ورغم مواهبه الفنية رسب عدة مرات، حين حاول التقدم للمعهد العالى للفنون المسرحية، وبدأ حياته الفنية من خلال المسرح الجامعى، ثم من خلال العمل مع فرقة (ثلاثى أضواء المسرح) فى نهاية الستينات، حيث بدأ تعاونه مع الفرقة بمسرحية حواديت، ومسرحية فندق الأشغال الشاقة، وبالإضافة إلى المسرح واﻹذاعة، تألق كذلك فى عشرات الأدوار السينمائية.
وبعد تخرجه من معهد الخدمة الاجتماعية وتعيينه بالحكومة لم يترك وظيفته بعد عمله بالفن، حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة.
تميز نجاح الموجى أيضا فى إلقاء المونولوجات، وكان أشهرها "اتفضل من غير مطرود"، وكان ضمن فيلم "أيام الغضب" الذى حصل فيه نجاح على جائرة لجنة التحكيم الدولية من مهرجان دمشق السينمائى.
وصدر لنجاح الموجى شريط كاسيت يحتوى على ست أغنيات، ولكن الرقابة حينها رفضت توزيعه.
وشارك الموجى فيما يقرب من 150عملًا فنيًّا خلال رحلته الفنية أشهرها: "أربعة فى مهمة رسمية، الحريف، طأطأ وريكا وكاظم بك، التحويلة، البحر بيضحك ليه، الكيت كات، أيام الغضب، الفلوس، أهلا بالسكان، سر الأرض، بوابة الحلوانى، لا مؤاخذه يا منعم، المتزوجون، دلع الهوانم، الورثة، ملك الشحاتين".
وقبل أن يُخرِج نجاح الموجى كامل طاقاته الفنية وفى أوج شهرته وتألقه تعرض لوعكة صحية مفاجئة، وكانت معه ابنته المذيعة أيتن الموجى، التى فشلت محاولاتها فى طلب سيرة إسعاف لنقل والدها حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ورحل عن عالمنا قبل أن يتجاوز سن 53 عاما، فى مثل هذا اليوم الموافق 25 سبتمبر عام 1998.