كثيرا ما تتطلب بعض المشاهد التمثيلية أن يبكى الفنان فى موقف معين من العمل الفنى، وقد يلجأ المخرجون والفنانون إلى بعض الوسائل التى تساعد على سقوط الدموع، مثل الجلسرين أو البصل كما كان يحدث قديما، ولكن أحيانا يرفض النجم أو المخرج اللجوء لهذه الوسائل، ويفضل البكاء بدموع حقيقية حتى يكون المشهد أكثر واقعية.
وكان نجوم الزمن الجميل من المخرجين والفنانين يلجأون أحيانا لحيل بعضها مضحك حتى يبكى بطل العمل بدموع حقيقية، وهو ما ذكرته مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1956 بعنوان "بين دموع الجلسرين ودموع التماسيح"، أوضحت فيه بعض هذه الحيل.
وعُرف عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى شبابها أنها تتأثر كثيرا بالموسيقى الحزينة، واعتادت عندما يكون لديها بعض المشاهد تحتاج أن تبكى فيها فإنها تصطحب معها إلى الاستديو أسطوانة موسيقية لموسيقى حزينة، ويقوم المخرج بتشغيل هذه الموسيقى قبل أن يبدأ تصوير المشاهد الباكية، وما إن تستمع فاتن حمامة لهذه الموسيقى حتى تنهمر فى البكاء دون حاجة إلى استخدام الجلسرين أو أى مواد تساعد على سقوط الدموع، وكان معظم المخرجين الذين تعاملوا معها يعرفون هذه الطريقة لتصوير مشاهد البكاء مع سيدة الشاشة العربية.
أما الفنان يحيى شاهين والذى حصل على دور البطولة فى فيلم "سلامة" أمام كوكب الشرق أم كلثوم، وكان هذا الدور بداية طريقه للشهرة والنجومية، لذلك حرص على أدائه على أكمل وجه، وتطلّب أحد مشاهد الفيلم أن يبكى فيه البطل يحيى شاهين وهو يستمع إلى "سلامة" وهى تغنى، وكان هذا أول مشهد يتم تصويره له فى الفيلم، ولكن لم تطاوعه الدموع، ولم يستطع يحيى شاهين أن يبكى خلال التصوير، فغضب بدرخان مخرج الفيلم، وصاح فى يحيى شاهين قائلا: "أنا مضطر أجيب ممثل تانى للدور تطاوعه دموعه فى المواقف اللى محتاجة بكاء علشان نقدر نصور".
وكانت لهذه الكلمات وقع الصدمة الشديدة على يحيى شاهين الذى شعر بأن هذا الدور الذى يعلق عليه كل آماله للشهرة والنجومية سيضيع منه، وهنا انهمرت الدموع بشدة من عينيه، وتم تصوير المشهد، وصفق جميع الموجودين فى الاستديو من شدة تأثر يحيى شاهين وصدق بكائه فى هذا المشهد.