للنجوم عادات يقومون بها فى الكواليس، اعتادوا عليها فى أوقات الاستراحة أثناء القيام بأدوارهم فى الأعمال التى يشاركون فيها سواء فى المسرح أو السينما أو التلفزيون، أو خلال البروفات، وبعض هذه العادات يتفائلون بها أو تقلل من توترهم أثناء العمل.
وكان لنجوم الزمن الجميل بعض العادات التى يقومون بها فى الكواليس، يشاركون فيها من يزورهم فى أوقات الراحة وبين فترات العمل، وهو ما كشفته مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1952 تحت عنوان: "حكايات من وراء الكواليس"، وذلك بعدما زارت عدد من نجوم الفن فى الكواليس، فتخيل نفسك عزيزى القارئ أنك انتقلت عبر الزمن لتزور هؤلاء النجوم وتدخل غرفهم وتشاركهم هذه العادات.
الست أمينة هتقرأ لك الفنجان
إذا دخلت غرفة الفنانة الكبيرة أمينة رزق إحدى رائدات الفن والمسرح والتى شاركت فى العديد من الفرق المسرحية فى بداياتها وخاصة عندما كانت تعمل فرقة رمسيس مع الفنان الكبير يوسف وهبى، ستجد عدد من نجوم الفن يحتسون القهوة ويطلبون منها أن تقرأ لهم الفنجان، حيث اشتهرت أمينة رزق بهواية قراءة الفنجان وهى الهواية التى ورثتها عن والدتها وكانت ترى أنها فن وعلم.
وكانت أمينة رزق تفخر بأنها تنبأت للكثيرين من زملائها بأشياء حدثت بالفعل، وكان من ضمن ما تنبأت به لزميلها الفنان فاخر فاخر أنه سيتزوج وينجب فتاة، وتحققت النبوءة بعد ثلاثة أشهر، حيث تزوج فاخر فاخر وأنجب ابنته الفنانة هالة فاخر.
كما تنبأت أمينة رزق للفرقة المصرية التى كانت تشرك فيها بأنها لن تسافر إلى تونس ومراكش فى صيف عام 1951 رغم أن الفرقة كانت وقعت عقود السفر، وبالفعل تعطلت الفرقة ولم تسافر.
ولذلك كانت غرفة أمينة رزق بالمسرح لا تخلو من زملائها وأصدقائها الذين يلجأون إليها لتقرأ لهم الفنجان، فكانت تضحك وتقول لهم إنها لو فرضت أجراً عن قراءة كل فنجان ولو قرش واحد لأصبحت من أغنى الأغنياء.
"كونكان" مع ميمى شكيب
أما الفنانة الكبيرة ميمى شكيب فكانت تهوى لعبة "الكونكان" والتى تعتمد على ورق الكوتشينة، وكانت تستغل فترة بقائها فى الكواليس فى اللعب مع زوجها وزميلها فى المسرح الفنان سراج منير، وكانت تحصل بهذه الطريقة على النقود التى تربحها منه وتنفقها على نفسها وضيوفها فى المسرح، حيث عرفت فى فرقة الريحانى بأنها أمهر لاعبة كونكان.
وقالت مجلة الكواكب فى عددها الصادر عام 1952 إن متوسط ما كانت تربحه ميمى شكيب من هذه اللعبة يتراوح بين جنيهين وثلاثة جنيهات وكانت تشترى بها عطوراً واكسسوارات.
وكان الزوج سراج منير يحاول أن يتهرب من لعب الكونكان ويصر على لعبة البصرة التى يتقنها، ولكن كثيراً ما كانت زوجته ميمى شكيب تفرض رأيها لتلعب الكونكان التى تتقنها.
وعندما يكون سراج منير مشغولا فى العمل كانت ميمى شكيب تفرض على كل من يدخل غرفتها من الزملاء والزوار أن يلعب معه بقروش ضئيلة من باب التسلية، لذلك لم يكن أحد يغامر بدخول غرفتها إلا مضطرا ولظرف طارئ.
كرم مارى منيب ومشروباتها
فيما كانت الفنانة الكبيرة وملكة الكوميديا مارى منيب، والتى اشتهرت بين زملائها بالكرم الشديد، تصر عندما يزورها أى زائر فى فترات الاستراحة بالكواليس على أن تقدم له الشاى والقهوة والسجائر إن كان مدخناً، وتسأله عن صحته وصحة زوجته وأولاده وأقاربه وأصدقائه حتى وإن كان يزورها لأول مرة.
وكانت مارى منيب تعيش فى المسرح كما تعيش تماماً فى بيتها، فكانت تحضر كلبتها دائماً معها، وتدعبها فى أوقات الراح، كما تصطحب كنكة القهوة التى تحب أن تشربها بيتى، حتى أنها فرشت غرفتها فى المسرح ببعض الأثاث الذى نقلته من بيتها، وزينتها ببعض الصور والتحف التى كانت تضعها فى منزلها، وكان يزورها أولادها فى المسرح ويجلسوا فى غرفتها وكأنها جعلت من المسرح صورة من بيتها.
وفى إحدى المرات زر مارى منيب فى غرفتها الريجيسير قاسم وجدى، فرحبت به مارى منيب كعادتها وقدمت له واجب الضيافة وظلت تسأله عن صحته وصحة أولاده ومعارفه، وعن كل أفراد الكومبارس الذين يتعامل معهم، ثم تنحنح قاسم وجدى وقال لها: "ياستى أنا قاصدك فى خدمة"، فرحبت مارى منيب على الفور، قائلة: "من عنيا يااخويا، طلباتك".
وهنا أخرج وجدى من جيبه عقد اتفاق بأن تمثل مارى منيب دوراً فى فيلم سينمائى نظير مبلغ بسيط وقا لها: "تتكرمى وتقبلى العرض ده مساعدة منك؟، فردت مارى منيب بطريقتها الضاحكة: "ليه ياابنى هو الفيم بتاع الهلال الأحمر؟!".