كان للحياة فى الأربعينات والخمسينات وقع ونظام مختلف، يسير فيها كل شىء بهدوء، واعتاد الناس فيها على عادات منتظمة ومختلفة عما نحياه الآن من حياة صاخبة سريعة.
وكانت لنجوم زمان عادات ونظام مختلف يشبه طبيعة الحياة وقتها، وكان كل نجم يلتزم بنظام معين فى حياته قليلاً ما يغيره، وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1952 نشرت المجلة موضوعا عن نظام حياة عدد من أكبر نجوم الفن وقتها، وكيف يقضون يومهم، وما هى عاداتهم التى لا يغيرونها يوميا، وذلك تحت عنوان "24 ساعة فى حياة النجوم".
ومن بين هؤلاء النجوم الفنان الكبير يوسف وهبى الذى أشارت الكواكب إلى أنه كان من المغرمين بالنظام والدقة، فكان يستيقظ يوميا فى الثامنة صباحاً، ويأخذ حماماً فى الثامنة والربع، ويفطر فى التاسعة تماماً بعد أن يرتدى ملابسه كاملة كالإنجليز، ويغادر البيت فى التاسعة والنصف بالضبط، حتى أن بواب وخفراء بيته كانوا يفتحون البابا الخارجى للفيلا فى نفس اللحظة التى يصل فيها بسيارته إلى الباب دون أن يروه وقبل أن يأمر بذلك من شده دقته وانضباطه.
ويقضى يوسف بك مصالحه ثم يعود إلى بيته فى الثانية بعد الظهر تماماً، وينتهى من غدائه فى الثالثة، ثم ينام حتى السادسة مساء، وبعدئذ يهبط غلى الحديقة ليقابل زواره وأصدقائه قبل أن يخرج لمباشرة أعماله المسائية سواء فى المسرح أو غيره، وبعد أن ينتهى منها يعود إلى بيته، ولا يتناول وجبة عشاء مطلقاً، وأقصى موعد يمكن أن يصل إليه فى السهر الثانية بعد منتصف الليل، ولا يتأخر عن ذلك بأى حال من الأحوال.