يكشف مهرجان الجونة السينمائى اليوم الجمعة عن جوائز الدورة الرابعة، وهى الدورة التى انطلقت وسط ظروف استثنائية خاصة فى ظل انتشار فيروس كورونا حول العالم، واستطاع المهرجان أن يطلق الدورة محركا المياه الراكدة فى مجال الفاعليات السينمائية التى توقفت منذ تفشى الفيروس حول العالم بداية العام، وفى الوقت الذى توقفت فيه المهرجانات الكبرى العالمية، وكان مهرجان الجونة قد التحدى، حيث رفع شعار التحدى للفيروس والتعايش معه مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية لسلامة ضيوف المهرجان.
وضم المهرجان العديد من الفعاليات والأنشطة المتميزة، حيث قدم مھرجان الجونة معرض لأعمال مصمم المناظر الشھیر ومهندس الديكور أنسى أبو سیف، الذى تلقى جائزة الإنجاز الإبداعى لمھرجان الجونة، وضم المعرض اسكتشات وخطوط المناظر الخاصة بأفلام مثل «المومیاء» لشادى عبد السلام و«إسكندریة كمان وكمان» لیوسف شاھین و«الكیت كات» لداود عبد السید و«سرقات صیفیة» لیسرى نصر الله، وغيرها.
فيما عقد ندوة للمكرم الممثل العالمى سعيد تغماوى الذى منحه المهرجان جائزة عمر الشريف، وقال تغماوى إنه فخور بوجوده فى الجونة، واصفا ما يحدث فى العالم بسبب فيروس كورونا بالجنون، موجها التحية لمهرجان الجونة باعتباره الأول فى المنطقة الذى ينطلق بهذا الحجم، موضحا أن العالم أوقف الرياضة والسينما وكل شىء وبدات فرنسا فى وضع قيود الاغلاق من جديد.
وأضاف سعيد أن مهرجان الجونة يمكنك مقابلة العديد من المواهب، بينما مهرجان كان يعتمد على كونه سوق أفلام وواجهة للسياحة وأوضح أن مهرجان مراكش يعتمد على إبراز الثقافة وعمل دعاية للسياحة وقرارإلغاه صعب ولكنه جاد بسبب الجائحة، متمنيا أن يحذوالعالم حذو الجونة ونتعايش مع الفيروس ونقيم المهرجانات ونحيى الحياة من جديد.
بينما عقد مهرجان الجونة السينمائى لقاء مفتوح بعنوان حوار مع على فازال فى افتتاح فعاليات منصة الجونة، وتحدث نجم بولييود على فازال فى الحوار الذى أدارته بشرى ورامان تشاولا عن كواليس عمله فى السينما الأمريكية، ومع جودى دانش فى فيلم إليزابيث اند عبدول وفيلمه الجديد جريمة على النيل، وقال على فازال إنه سعيد بالعمل فى الفيلم، وأن مخرج الفيلم ممثل بالأساس، وهو ما جعل أداءه فى العمل يتدفق بسلاسة، وأنه عقد جلسات عمل وورش للتحضير للفيلم.
وأضاف على فازال أنه لم يشاهد أفلام السينما المصرية ولكنه يعرف جيدا النجم المصرى العالمى الراحل عمر الشريف مضيفا أنه يتطلع للعمل فى السينما المصرية ولمشاهدة أعمال سينمائية مصرية.
وشهد المهرجان حلقة نقاش للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومؤسسة ساويرس تحت عنوان "الأطفال مهمون" وادارته الإعلامية الشهيرة ريا أبى راشد، بمشاركة كل من كريم اتاسى ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فى مصر وجامعة الدول العربية ومعالى السفيرة د. هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، والمهندسة نورا سليم المدير التنفيذى لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والممثلة الشهيرة كندة علوش إضافة إلى مشاركة افتراضية للمخرجة اللبنانية نادين لبكى.
و قالت د هيفاء أبو غزالة أن جامعة الدول العربية تعمل جاهدة على وضع خطة شاملة لتأهيل الأطفال اللاجئين، بالإضافة إلى العمل على برلمان للأطفال ليتم تدريبهم على العملية الديمقراطية.
ومن ناحيته اشار كريم اتاسى إلى أن منطقتنا العربية تضم أكبر عدد لاجئين فى العالم وخص بالذكر مصر التى تضم أكثر من 85 ألف طفل لاجئ من بينهم 4 آلاف طفل اتوا لمصر بدون ذوييهم وذلك هم أصعب الحالات لأنهم فقدوا كل شىء الأهل والوطن.
وعقد مهرجان الجونة السينمائى، ندوة بعنوان تمكين المرأة، ضمت كل من المخرجة جيهان الطاهرى والمخرجة نجوى نجار والنجمة منة شلبى وصانعة الأفلام دورثى مايرامى كيللو، أدارت الندوة الإعلامية ريا أبى راشد وذلك فى سينما أودى ماكس، وشهدت الندوة حضور كل من: شيرين رضا، ولقاء الخميسى، والمستشار التنفيذى لمهرجان الجونة عمرو منسى، وتارا عماد.
وقالت المخرجة جيهان الطاهرى خلال الندوة: هناك ارتفاع فى عدد المخرجات الأناث ولكن ليس هناك مصورات واختفاء المنتجات اللاتى يستطعن اتخاذ قرار فى صناعة السينما أومهندسات صوت وغيرها من المهن المرتبطة بالصناعة، مشيرة إلى أن هناك أسماء كبيرة من النساء تتصدر المشهد ولكن التمويل هو الأصل، وهناك حلقة مفقودة لأن المرأة منسية من التواجد كصانعة قرار ويجب أن تخلق النساء واقع بديل ليتلاشى الواقع القديم.
وفى كلمتها قالت المخرجة نجوى نجار، "فى فلسطين نحاول بشكل جاد أن يكون هناك ٥٠٪ فريق العمل من الإناث وليس فقط لشغل مكان وإنما لكفاءتهم بعد تلقيهم تدريب للانخراط بقوى فى مجال صناعة السينما، وهناك مصورات ولكن لدنيا فجوى فلا نرى كثير منهن كاتبات أو ممثلين فى النصوص السينمائية إلا فى أدوار تدعم الرجال ونحن فى حاجة لنصوص تتناول نساء ناضجات وأدوار تعزز من دور المرأة.
بينما قالت صانعة الأفلام دورثى مايرامى كيللو، أنها تشارك فى مبادرة راويات وهو تجمع نسائى من 9 شخصيات نسائية يجتمعن سويا، ويساعدن بعضهن البعض فى صناعة الأفلام ويقدمن لبعضهن نصائح لتقديم أفلامهن، مضيفة إلى أنه من المهم تشجيع الأصوات الصاعدة والناشطات.
فيما قالت النجمة منة شلبى، "استمتع بالعمل مع النساء وسبق وعملت مع المخرجة هالة خليل والمخرجة كاملة أبو ذكرى وسام سليمان ولكن لدينا مشكلة أن الأناث لا يمنحن سلطات اتخاذ القرار"، وأضافت منة، "كنت محظوظة بتقديم أدوار قوية مثل فى أفلام مثل أحلى الأوقات مع حنان ترك وهند صبرى وفيلم نوارة ولكن المجتمع لا يقبل تمثيل امرأة قوية.
بينما قالت النجمة الهندية ريتشا شادا، أن السينما الهندية فى الـ١٠ أعوام الأخيرة بدأت تأخد منحى أكبر فى تمثيل المرأة وذلك استجابة متأخرة للعولمة، والآن وبسبب المنصات الرقمية أصبح الأمر مختلف خاصة وأنهم لا ينظرون إلى شباك تذاكر، وبالتالى يكون هناك فرصة لتقديم أفلام مختلفة ومغايرة والاعتماد على وجود المرأة بشكل مختلف، ولكن بشكل عام هناك تحسن كبير فى وضع المرأة بالسينما الهندية.
وفاز المخرج الفلسطينى أمين نايفة بجائزة مؤسسة مينا مسعود الخيرية "EDA"، وهى مؤسسة خيرية غير هادفة للربح، تهدف لمساعدة الفنانين من جنسيات مختلفة، حيث تقدم المؤسسة جائزة ضمن فعاليات مهرجان الجونة بشكل سنوى، وأعلن مينا مسعود عن الجائزة من خلال رسالة مصورة، وهو مخرج فيلم "200 متر"، وهو فيلم من إنتاج مشترك بين فلسطين، الأردن، إيطاليا، السويد، وهو العمل الذى ينافس على جوائز المسابقة الأفلام الطويلة للمهرجان، ويحكى الفيلم قصة مصطفى وزوجته، القادمين من قريتين فلسطينيتين يفصل بينهما جدار عازل، رغم أن المسافة بينهما 200 متر فقط، وتفرض ظروف معيشتهما غير الاعتيادية تحديًا لزواجهما، وعندما يمرض ابنهما، يهرع مصطفى لعبور الحاجز الأمنى لكنه يُمنع من الدخول، وهنا تتحول رحلة الـ200 متر إلى أوديسا مُفزعة، وشارك الفيلم كمشروع فى منطلق الجونة فى مرحلة التطوير فى الدورة الافتتاحية لمهرجان الجونة السينمائى، حيث فاز بجائزة مينتور أرابيا لتمكين الشباب والأطفال.
فيما منحت مجلة variety جائزة أفضل موهبة عربية فى الشرق الأوسط للمنتجة الفلسطينية مى عودة، وهى الجائزة التى تقدمها المجلة بشكل سنوى، وشهد المهرجان.
أيضا حفل تحت عنوان "السينما فى حفل موسيقى" بقيادة المايسترو أحمد الصعيدى، وهو الحفل الذى عرض فيه فيلم شارلى شابلن The Kid، بعد 100 عام من إنتاجه، وقام المايسترو أحمد الصعيدى بقيادة الفرقة الموسيقى بعزف موسيقى الفيلم مباشرة مع عرض العمل، وهو العرض الذى جاء كامل العدد.