"ما اختافيناش ولا حاجة".. "احنا فرقة مستقلة مش اندرجرواند".. "هتسمعو بهفلط قريب".. لخصت هذه التصريحات حوارًا مطول مع فرقة "Young pharoz"، أو الفراعنة الصغار كما هي الترجمة الحرفية لاسمهم، يضم الباند ثنائى الراب محمد مجدي ميشو وأيمن صليحة مع الصوت الأنثوى المميز جدًا شهد الشعراوي.
الفريق لفت انتباه جمهور المزيكا العربى بمشاركتهم الناجحة فى الموسم الأول من إكس فاكتور تحت تدريب النجمة كارول سماحة، التي تبقى على تواصل دائم معهم حتى الآن رغم مرور عدة سنوات، ويقدمون حاليًا أول برنامج إذاعي متخصص في مجال الهيب هوب على راديو انرجي.
وكشف أعضاء الفريق لـ"عين" سر غيابهم الطويل عن الساحة، وكواليس تعاملهم مع إحدى شركات الإنتاج التي مثلت عائقًا تجاه انطلاقتهم الحقيقية، وتحضيرهم للعودة إلى الجمهور بشكل جديد.
"وقفة بعد النجاح"
البداية مع السؤال الدراج بين جمهور الأندرجرواند والمزيكا حول سر غيابهم الطويل عن الساحة الاحتفالية و"كل فين وفين لما يعملو حفلة"، فبعد النجاح المدوي في إكس فاكتور ظن الناس أنه من البديهي أن تفتح لهم أبواب النجاح خاصة بعد توقيعهم عقد رسمي مع شركة سوني العالمية، لكنها للأسف مثلت عائقًا لهم، فرغم الكثير من الوعود الإنتاجية وإطلاق أول كليباتهم "يللا بينا نعيش" أو "flying the flag" الذي تم نشره بواسطة قناة فيفو على اليوتيوب، هدأت الدنيا من بعدها وكان العقد بمثابة احتكار يمنعهم من إقامة أي حفلات أو ظهور إعلامي، وتم إلغاء عدة مشاريع بين الفرقة والشركة إثر اختلافات في وجهات النظر، حتى تحرر الباند منهم بعد سنة، فوجد الثلاثي أنفسهم وحيدون وسط بحر عالم المزيكا والإنتاج دون وعي وخبرة كافية خاصة لسنهم الصغير جدًا حينها في حدود الثامنة عشرة من عمرهم، واعتبروا آنذاك أصغر باند غنائي في مصر.
"احنا كيان مستقل"
"احنا كسبنا حريتنا وبقينا مستقلين".. هكذا اجتمع الثلاثي على وصف انطلاقتهم بشكل جديد كفرقة غنائية مستقلة، يرفضون فيها التصنيف تحت مسمى "أندرجرواند" المعروف في العالم العربي كوصف للفرق الشبابية المعتمدة على نفسها في الإنتاج، وكما قال ميشو "لا احنا مش اندرجرواند، احنا مستقلين"، في حين قال أيمن: الميزة عندنا أنه مفيش خطوط حمرا، احنا اللي بنحطها لنفسنا ومحدش يفرض علينا نعمل إيه ومنعملش إيه". منوهين إلى كون مسمى أندرجرواند يمثل في حد ذاته قيودًا وعائقًا من حيث المحتوى والطموح وفئوية الجمهور، وكونهم يقدمون ستايل غنائي غير متعارف عليه كثيرًا صعب احتجازه في سجن مسميات تطلق عليه.
"نفسنة الفراعنة"
كما يرفض الفراعنة وضعهم تحت تصنيف موسيقي، كما يحدث مع غالبية الباندات الغنائية حاليًا إذ يعتبر الثلاثي أنفسهم كيانًا مختلفًا وتركيبة غنائية غير مألوفة بتاتًا في مصر، لأنهم أول باند غنائي في الشرق الأوسط يمزج بين الغناء والراب في مشروع موسيقي واحد، يقول ميشو: محدش بيقدم اللون بتاعنا في مصر وده الشكل اللي اتميزنا بيه" وأكدت شهد بقولها: باندات كتير بتغني وفرق كتير بتقدم راب لكن مفيش فرقة بتقدم الاتنين مع بعض"، كما أشار أيمن إلى فكرة "مزيج الراب مع الغنا محتاج كيميا وتفاهم بين الفريق، واحنا بنتعامل ككيان واحد، وأي حد بيقدم أغنية لوحده بيكون تحت اسم الفراعنة"، منوهًا على فكرة تقديم كل منهم لأغاني مستقلة باسمه، مثل أغنية أيمن "خدت الفيزا"، وأغنية ميشو "بحبك بس بكره كل حاجة فيكي"، وأغنية شهد "سهل الكلام"، مؤكدين وحدتهم بقولهم "مفيش نفسنة مابينا، ونجاح أي حد فينا نجاح للكيان نفسه".
"مهفلطين"
وأضاف الثلاثي أن الجمهور يتوقه منهم دومًا الرجوع بشكل يتناسب مع نجاحهم الكبير في إكس فاكتور، وأن ذلك ما يؤخر إطلاق أغانيهم رغم الانتهاء من تسجيل الكثير منها، إذ ينتظرون العودة بشكل قوي وممهد، فهم بدأوا ناجحين ووصلوا لما يشبه العالمية، وعليهم الاستمرار بنفس النهج والمستوى، كما أن تنظيم الوقت ليس بالسهل، فهم منشغلون بين الدراسة والعمل وتسجيل برنامجهم "أهلا بيت" على راديو انرجي، وانشغالهم أيضا بإخراج أفكار أغاني جديدة يعملون عليها و كونهم يعتمدون على أنفسهم في التسجيل والإنتاج والتسويق وحتى تنظيم عروض الحفلات وإدارة أعمال الفرقة وتنظيم الوقت فيما بينهم، يقولون "سايبين كل حاجة تاخد وقتها ومش مستعجلين، عندنا حاجات كتير وهتطلع في الوقت المناسب".
ولعل بداية المفاجآت ستكون بتصوير أجدد أغانيهم "بهفلط"، التي انتهوا أصلًا من تسجيلها منذ حوالي سنتين، ويصورونها كليب حاليًا مع ستوديو أكسير، وتعتبر أول بشائر رجوعهم إلى الساحة رغم رفضهم مسمى "رجوع" من الأساس، ويتمنى الثلاثي أن تكون بداية مشروع ألبومهم الأول، والذي ستطلق أغانيه على فترات، ينوون خلاله السير على نهج ربط أغانيه بشكل قصة واحدة أو موضوع عام وذلك غير متواجد كثيرًا في الوسط الفني، رافضين حتى التقيد بموعد محدد لنزول الأغنية أو معاد تقريبي للانتهاء من الألبوم، فمثلما قالوا "كل حاجة هتظهر في وقتها، واحنا مكملين واللي جاي أحلى وهيكون مفاجأة".