فى مثل هذا اليوم الموافق 10 نوفمبر من عام 1927 ولدت الفنانة الكبيرة الشحرورة صباح فى عائلة بسيطة بوادى شحرور إحدى القرى اللبنانية فى جبل لبنان، ومنها اكتسبت لقبها، الشحرورة لتعاصر الفنانة الجميلة عدة أجيال فنية، وتحقق نجاحا ومسيرة فنية طويلة كانت فيها رمزا من رموز الجمال الأناقة وحب الحياة، ونجمة من نجوم الغناء والتمثيل.
اسمها جانيت جرجس فغالى، واحترفت الفن منذ أربعينيات القرن الماضى، وانطلقت شهرتها منذ قدمتها المنتجة آسيا داغر فى فيلم "القلب له واحد" وأنتجت لها عددا من الأفلام.
ومرت صباح فى طفولتها بالعديد من المواقف ومنها صدمتها من رأى الفنان الكبير فريد الأطرش عندما سمعها أول مرة وهو الموقف الذى حكته صباح، خلال أحد حواراتها.
وقالت الشحرورة إنها كانت فى لبنان وتغنى فى المدرسة وتعشق صوت فريد الأطرش، وعندما عرفت أنه مدعو للعشاء عند طبيب أسنان، اقترحت على الطبيب أن تغنى فى الحفل حتى يسمعها فريد الأطرش، وبالفعل ذهبت بمريلة المدرسة وغنت، ولكنها صُدمت برد فعل فريد الذى توقعت أن يحتضنها ويشيد بموهبتها فإذا به يقول لها: "إيه ده انتى بتلعبى، انتى لسه صغيرة، روحى كملى دراستك أحسن".
وأشارت صباح إلى أنها بعد عامين جاءت إلى مصر، وحققت نجاحا كبيرا بعد عرض فيلمها الأول "القلب له واحد" وبعدها أراد فريد الأطرش أن ينتج فيلما، فأشار عليه أصدقاؤه بأنه إن أراد النجاح عليه أن يستعين بصباح، وبالفعل مثلت معه أكثر من فيلم، وكانت وش السعد عليه، وجمعتهما علاقة صداقة وعمل، وشاركته بطولة عدد من الأفلام، ولحن لها عددا كبيرا من الأغانى، ومنها: "يا دلع، حبيبة أمها، بيحبنى وبحبه، وغيرها".
وتحدث فريد الأطرش فى حوار عن أول لقاء بينه وبين صباح قائلاً: "عندما جاءت صباح للقاهرة عام 1942، وكانت لا تزال طفلة، وصوتها لم يبلغ مرحلة النضوج عرضت على المنتجة آسيا داغر أن تشاركنى صباح بطولة أحد الأفلام، ولكننى رفضت وقلت أننى لا أرى فى هذه الفتاة الصغيرة استعدادا للنجاح".
وقال فريد الأطرش، إنه عندما نجحت صباح اعتذر علنا، واعترف بخطئه، وأكد اعترافه بموهبة صباح وتعاون معها فى عدة أفلام، وقدم لها عددا من الألحان.
وخلال مرحلة الطفولة أيضا تعرضت الشحرورة لمواقف ومفارقات مع أول حب فى حياتها، وروت أحد هذه المواقف قائلة: "كنت فى السادسة عشر من عمرى ووعدنى والدى بأن يستأجر لنا بيتا فى الجبل نقضى فيه شهور الصيف إذا اجتزت الامتحان بنجاح".
وتابعت: "بالفعل نجحت وبر والدى بوعده واستأجر لنا فيلا أنيقة فوق ربوة من ربى لبنان الجميلة، وهناك قابلت فتى وسيماً أنيقاً طويل القامة ومفتول العضلات، أسود الشعر وواسع العينين".
وأشارت الشحرورة إلى أنها بمجرد أن تعرفت على هذا الشاب الذى خطف قلبها وبعد أن تواعدا على اللقاء فى اليوم التالى وبينما تجلس لتنتظره وفى يدها صحيفة، فوجئت بصورته فى مكان بارز ومكتوب تحتها أنه تم القبض على نصاب كبير ومحتال دولى خطير.