يتعرض الكثير من نجوم الفن لبعض المواقف الصعبة والخطيرة أحيانا، والتى قد تصل فى بعض هذه المواقف إلى تعرض حياتهم لخطر الاقتراب من الموت.
وتعرض نجوم الزمن الجميل للكثير من هذه المواقف، ومنها ما حدث للفراشة سامية جمال، وكتبته بنفسها فى مقال نشرته مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1961.
وتحت عنوان "شروع فى قتلى" كتبت سامية جمال تفاصيل تعرضها للخطف والقتل فى إحدى سفرياتها إلى لبنان، وقال الفراشة: "هبطت الطائرة فى مطار بيروت، وكنت أظن أنى سأجد صاحب الملهى الذى تعاقد معى على العمل فى لبنان أو حتى مندوبا عنه فى انتظارى، ولكنى لم أجد أحدا فى استقبالى، وانتظرت فترة وأنا أشعر بالغيظ، ثم اتجهت إلى الجمرك كى أنهى إجراءات وصولى".
وأشارت سامية جمال إلى أنها سمعت أحد رجال الشرطة يتجه إليها محذرا من المجنون، وعندما سألته عن أى مجنون يتحدث أخبرها بأنه مجنون سامية جمال، الذى ألقى القبض عليه قبل أسبوع من وصولها وهو يبكى تحت إعلان يحمل صورتها، ثم أُفرج عنه بعد ذلك.
وظنت الفراشة أن رجل الشرطة يداعبها ويجاملها، وأن ما قاله مجرد مزحة، فضحكت وشكرته ثم انصرفت، ولم تهتم بالأمر، حيث إنها كانت تعرف وقتها أن الكثير من الفنانات لهم معجبون ممن يُطلَق عليهم مجانين، وبعد انتهاء الإجراءات انتظرت نصف ساعة أخرى لعلها تجد من جاء ليوصلها للفندق، ولما يئست خرجت من المطار لتستقل تاكسى.
وبمجرد خروج سامية جمال من المطار وجدت شابا وسيما بمجرد أن رآها فتح سيارة كبيرة كان يقف إلى جوارها قائلا: "اتفضلى ياست تحت أمرك"، فأشارت للشيال بأن يضع حقائبها بالسيارة، وبمجرد أن جلست بالسيارة حتى انطلق الشاب دون أن ينتظر أى توجيه منها للمكان الذى تريده، فتعجبت الفراشة وسألته: "أنت رايح فين ومسألتنيش عن المكان اللى أنا عاوزاه"، فأجابها الشاب بأنه يعرفها، ويعرف أنها تريد صعود الجبل، فاستنكرت سامية جمال، وأشارت إلى أنها تريد أن تتجه إلى ساحة البرج.
وأوضحت الفراشة فى مقالها أنها تحدثت مع الشاب خلال الطريق عن صاحب الملهى الذى كان من المفترض أن ينتظرها ولكنه لم يفعل، فأشار إليها الشاب بأن أسرته لديها شقة ويمكنه استضافتها، ولكن سامية جمال اعتذرت وشكرته.
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أنها فوجئت بالشاب ينطلق فى سرعة جنونية، وحاولت أن تنبهه وتحذره بلا جدوى، وظهر جنونه وهو يصعد الطريق الوعر بالجبل متخطيا نقاط المرور.
وقالت الفراشة: "شعرت أن السيارة تسير على عجلتين فقط، ومالت حتى انكفأت على جنبى وبدأت أصرخ وأستغيث، وسيارات الشرطة تجرى خلفنا وتطلق الرصاص على السيارة كى تصيب العجل وتجبر الشاب على التوقف، وأثناء ذلك كان المجنون يصرخ: "لن أقف إنها معى، إنها حياتى"، وبمعجزة استطاعت سيارة الشرطة أن تسبق سيارة المجنون وتقف أمامها وأن تلقى القبض عليه".
وأضافت سامية جمال أن الشرطة اصطحبتها إلى ساحة البرج، وهى فى حالة انهيار تام بعد أن كادت تفقد حياتها، بينما كان المجنون يصرخ: "سيبونى، سيبونى، دى بقت معايا خلاص".
وظلت سامية جمال بعد هذا الموقف تغلق باب غرفتها بالفندق بالمفتاح ولا تغادرها خوفا من التعرض لمحاولة خطف وقتل أخرى من المجنون الولهان.