كانت معالم القاهرة وعدد سكانها وقيمة الإيجارات فيها فى الخمسينات والستينات تختلف عما هى عليه الآن، حيث لم يكن عدد سكانها فى بداية الستينات يتجاوز 3 ملايين نسمة وقيمة أكبر إيجار فى أرقى شوارعها لا تتجاوز جنيهات قليلة.
واختار أغلب نجوم الزمن الجميل حى الزمالك الذى كان أرقى شوارع القاهرة ومصر بصفة عامة للسكن فيه، بل جمع الكثيرين منهم سكن وعناوين واحدة ليكونوا جيران فى نفس العمارة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1962 نشرت المجلة ملفاً احتل 4 صفحات تحت عنوان: "أين يسكن أهل الفن" تناول بالتفصيل عناوين ومواصفات منازل نجوم الفن وقيمة إيجاراتها، وعلاقات الجيرة التى جمعت بينهم، حيث جمعت بعض العمارات عدد من نجوم الفن بين أدوارها المختلفة.
وأشارت الكواكب إلى أن حى الزمالك كان له الأولوية فى عشق أهل الفن للسكن فيه بسبب ما يتمتع به من هدوء، حيث سكن فيه عشرات الفنانين بجزئيه الشرقى وأرض الجزيرة.
وكانت عمارة ليبون الشهيرة المطلة على النيل فى شارع الجبلاية من العمارات التى سكنها العديد من الفنانين، حيث كان يسكن فيها فاتن حمامة ولبنى عبدالعزيز وليلى فوزى وسامية جمال.
وكانت فاتن حمامة تسكن فى الدور الثانى عشر فى شقة تحمل رقم "122"، وكانت شقتها عبارة عن فيلا صغيرة مكونة من طابقين خصتت فيها جزءا كبيراً للاستقبال، كما خصصت غرفة خاصة لابنتها نادية ذو الفقار، وغرفة ثانية لابنها طارق عمر الشريف، وحجرة لدادة طارق وأخرى لمذاكرة نادية.
وفى حالة تعطل مصعد العمارة كانت فاتن حمامة تواجه مشكلة فتهرب من صعود السلم الذى تصل عدد درجاته 182 سلمة حتى تصل لشقتها، تهرب إلى بيت والدتها القريب منها حتى يصلها نبأ إصلاح المصعد.
وكانت من جيران فاتن حمامة فى هذه العمارة الفنانة لبنى عبدالعزيز التى تسكن فى الطابق الثامن من نفس العمارة، بينما سكنت الفنانة ليلى فوزى وزوجها من المذيع جلال معوض فى الدور الثالث، وكانت شقتها مكونة من 5 غرف خصصت إحداها للنوم والثانية للمكتب والثالثة للطعام والرابعة والخامسة والصالة للاستقبال، وكانت شقتها تتميز بالهدوء والبساطة.
أما الفراشة سامية جمال فاختارت أن تسكن فى الطابق الثالث من عمارة ليبون حتى تتفادى مشكلات تعطل المصعد، فلم تكن تحتاج فى حالة تعطله سوى أن تصعد على قدمها 45 سلمة، وسكنت الفراشة فى هذه العمارة منذ عام 1951، وكانت تدفع 35 جنيهاً قيمة إيجار هذه الشقة الفاخرة.
وخصصت سامية جمال فى شقتها حجرة للنوم وثانية للملابس وثالثة للطعام، أما باقى الشقة من حجرات وصالة فكان مخصصا للجلوس والاستقبال، وكانت الفراشة تضع فى صدارة شقتها لوحة ضخمة تصور رقصة الباليه لعالمية "البجعة".