عقد مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى مؤتمرا صحفيا للنجمة حنان مطاوع، إحدى المكرمات فى الدورة الخامسة، بحضور رئيس المهرجان الفنان مازن الغرباوى، وعدد من ضيوف المهرجان ونجومه، ومنهم النجمة الكبيرة سميحة أيوب والنقاد محمد الروبى ويسرى حسان والدكتور عمرو دوارة والفنان بيومى فؤاد والدكتورة رانيا فتح الله والفنانة لقاء سويدان، وأدار المؤتمر الصحفى الكاتب الصحفى جمال عبد الناصر، الذى وصف حنان مطاوع بأنها فنانة معجونة فن، وقدمت أدوارا متنوعة، وخرجت من أسرة فنية خالصة، فوالدها الراحل كرم مطاوع ترك بصمة كبيرة فى المسرح، ووالدتها الفنانة سهير المرشدى "إيزيس المسرح المصرى"، مؤكدا أنها بنت المسرح.
وأشار الفنان مازن الغرباوى، رئيس المهرجان، إلى أن اختيار حنان مطاوع لتكريمها بالمهرجان جاء بعد إجماع من اللجنة العليا للمهرجان، باعتبارها نموذجا شابا ملهما لكل الشباب الراغبين فى تحقيق النجاح، وأضاف "الغرباوى" أن حنان مطاوع قدمت استثناء للقاعدة، فما هو معروف أن ابن الفنان يخرج بالتبعية فنان، بغض النظر عن مدى موهبته وقبوله عند الجمهور، ولكن حنان مطاوع لم تعتمد على اسم والدها الراحل كرم مطاوع أو والدتها الفنانة سهير المرشدى، بل بدأت مشوارها الفنى معتمدة على نفسها، واستطاعت تحقيق النجاح والشهرة، وحفرت اسمها لدى الجمهور، وطالبها "الغرباوى" بالعودة لتقديم عروض مسرحية من جديد؛ لأنها من الفنانات صاحبات الموهبة الكبيرة، كما أن لديها طلة خاصة وقبول يميزها عند الجمهور.
من جانبها وجهت الفنانة حنان مطاوع شكرها للمهرجان، وعبرت عن سعادتها بالتكريم أثناء وجود الفنانة سميحة أيوب التى تعتبر قامة فنية كبيرة، وتحدثت عن مشوارها المسرحى، مشيرة إلى أنها بدأت بمسرحية "طعام لكل فم"، ثم "رجل لهذا الزمان" مع المخرج عمرو دوارة، ثم "السلطان الحائر" للكاتب الراحل توفيق الحكيم، ثم "أنا الرئيس" مع الفنان سامح حسين، ثم مونودراما "أنا فى إجازة" مع المخرج إسلام إمام.
ولفتت "حنان" الانتباه إلى أنها قدمت مسرحية "السلطان الحائر"، بعد أن قدمتها سيدة المسرح العربى سميحة أيوب فى الستينات، فكان الأمر صعبا للغاية، حتى بعد ما لقبها الجمهور بلقب "سيدة المسرح الجديدة" وأكدت قائلة: "مفيش سيدة مسرح غير سميحة أيوب" مشيرة إلى أن تقديمها مونودراما "أنا فى إجازة" كان أمرا به كثير من المغامرة، فالمسرحية كانت مدتها 45 دقيقة، وكانت كوميديا تم تقديمها على مسرح الجامعة الأمريكية.
وبسؤالها عن نيتها للعودة لتقديم مسرحيات من جديد، أجابت: "الأجيال الماضية كانت محظوظة بذهاب الجمهور إلى المسارح، وحرصهم على متابعة إبداعهم، أما الآن فقد أصبحت المنصات الإلكترونية والإنترنت سببا فى عدم ذهاب الجمهور إلى المسرح؛ لأنهم أصبحوا قادرين على متابعة كل شىء من خلال الإنترنت، بجانب أن المنتجين ابتعدوا كثيرا عن إنتاج العروض المسرحية، ولكن إذا وجدت نصا جيدا يقدمنى بشكل مختلف للجمهور سألهث وراءه لتقديمه".
وأضافت: "المسرح ممتع جدا ولكن مسئوليته ضخمة، فهو بمثابة امتحان كبير لدى الفنان؛ لأنه يضعه فى حالة توحد مع الشخصية لا تزول إلا بنزول الستارة، كما أن التواصل مع الجمهور يكون فيه مباشرا، فعلى الرغم من أن هذا يخلق جوا من الدفء والتواصل، إلا أن أى خطأ بسيط يمكن أن يقوم بخدش التواصل مع الجمهور.
وبسؤالها عن علاقتها مع والدها الراحل كرم مطاوع، ووالدتها الفنانة سهير المرشدى، قالت: "أبى كان أول حب فى حياتى، كنت دائمة التمرد عليه، كنت أراه فارسا لديه القدرة على قول لا وتقديم ما هو مقتنع به، حتى وإن كان ضد التيار السائد، فهو نموذج متفرد فى إتقانه لأى شىء يفعله، وفى دأبه على التطور"، أما أمى فقد تعلمت منها الكثير، وما زلت أتعلم، فهى صاحبة روح شابة، متمردة لكن بشكل طفولى، حريصة على التعلم والتطور، مخلصة طوال الوقت لكل شىء سواء لفنها أو لأهلها أو جيرانها".
من جانبه أكد المخرج د. عمرو دوارة أن شهادته فى حنان مطاوع ستكون مجروحة؛ لأنه يعتبر نفسه جزءا من أسرتها، مفتخرا بأنه كان المخرج المنفذ لمسرحيات الراحل كرم مطاوع منذ عام 1984 بمسرحية "إيزيس" حتى آخر مسرحية قدمها الراحل عام 1996.
وقال "دوارة": "حنان كانت صغيرة حينها تقريبا فى المرحلة الثانوية، ولكنها كانت حريصة على حضور البروفات التى تمتد حتى الثالثة صباحا، وكانت بتختزن داخليا كل قدرات ومهارات الممثل، والكل يعلم أنها غولة تمثيل وتمتلك إحساسا عاليا، كما أنها تحتفظ بصدق الهواية التى تظهر فى كل أعمالها".
وأضاف: "أشفقت عليها عند مشاركتها فى مسرحية" رجل لهذا الزمان" التى أخرجتها، فالنص كتبه سعد الله ونوس باللغة العربية الفصحى، وكانت سهير المرشدى بطلة العرض تقدم 4 شخصيات، لتظهر حنان بعدها فى المشهد الخامس، وهذا كان صعبا للغاية، ولكن حنان استطاعت النجاح وتقديم دور باللغة العربية الفصحى فى بداية حياتها، فكنت سعيدا جدا بنجاحها، وسعيد بأن سيدة المسرح سميحة أيوب شاهدت العرض حينها فى سوريا بمهرجان دمشق، وهذا كان أول مهرجان تشارك فيه حنان، فهى كانت حريصة على الالتحاق بالورش والاستذكار، وكانت تغامر دائما فى تقديم أدوارها، خاصة عند تقديمها لمسرحية السلطان الحائر التى قدمتها من قبل الفنانة سميحة أيوب".
ونصح "دوارة" حنان مطاوع قائلا: "كثيرون هم من يستطيعون النجاح فى التليفزيون، وانتى بالفعل أثبتى نجاحك فى الدراما، ولكن أرضك الحقيقية هى المسرح ولا بد من العودة إليها".
بينما وصف الناقد المسرحى محمد الروبى الفنانة حنان مطاوع بأنها فنانة نضجت على نار هادئة، فهى ليست كالنجوم الذين حققوا النجاح سريعا، بل بدأت مشوارها بهدوء وبظروف واستعدادات شخصية خاصة، فاستطاعت أن تحقق نجاحها بنضج فنى، وأضاف "الروبى": "منذ أن شاهدت أول عمل لها تأكدت أنها تمتلك موهبة كبيرة".
من جانبها أكدت حنان مطاوع أن أعمالها الكوميدية التى قدمتها فى المسرح كانت تتناولها بمنتهى الجدية، على عكس ما هو متعارف عليه أن الأعمال الكوميدية تقدم بشكل سطحى، فما يفرق هو تكنيك تقديم الشخصية وطرحها بشكل إنسانى، فالشخصيات الإنسانية مركبة وليست الأدوار الفنية.
وأضافت "حنان": "نعانى من مشكلة التصنيفات، فإذا نجحت ممثلة فى دور بنت البلد يتم حصرها فيه، وإذا نجحت فى دور كوميدى يتم تصنيفها كفنانة كوميدية، ولكننى أريد أن يتم تصنيفى كممثلة تستطيع تقديم جميع الشخصيات والأنماط بنفس الجودة، فخضت تحديات كثيرة حتى لا يتم حصرى فى أدوار معينة".
وبسؤالها عن إمكانية تقديم أدوار ثانية من جديد خاصة بعد نجاحها فى بطولاتها المطلقة أجابت: بالفعل سأقدم أدوارا فأنا أى دور يعجبنى أقدمه فورا دون تردد، ولا أهتم بالمساحة بقدر التأثير.
وبسؤالها عن دورها فى مسلسل "أمل حياتى"، قالت: "كانت تجربة فى منتهى الجمال، وكان أصعب ما فيها أننا قمنا بتصويرها فى وقت تفشى الكورونا، وشخصية "أمل" تشبه المصريات فى بساطتها وإيثارها وحبها لإخوتها، وهذا ساهم فى نجاح العمل، فالجمهور عنده حنين دائما لمشاهدة الأسرة المصرية والطبقة المتوسطة التى كادت تختفى، بدون تسليط الضوء على مشاكل العشوائيات أو تقديم القصور والمنازل الفاخرة التى تشعر الجمهور بالغربة، فالشخصية كانت قريبة من قلب الناس لأنهم رأوها كثيرا فى حياتهم اليومية".
وأضافت "حنان": "العمل لمس قلبى جدا، وكنت سعيدة بالعمل مع أحمد حسن المخرج الواعد، والمؤلفين الشباب المبدعين، ومما زاد سعادتى هو العمل مع مجموعة من الفنانين المبدعين والموهوبين، على الرغم من أنهم لم يحققوا النجومية حتى الآن، ولكن المسلسل حقق نجاحا كبيرا لطاقم العمل ككل بالرغم من أن أغلبهم وجوه جديدة".
وأشارت "حنان" إلى طلبها من المخرج أحمد حسن أن يجمعها بأحد العاملين بفن النحت على النحاس، وبالفعل بعد جلستين معه استطاع أن ينقل لها إحساسه بأنه يصنع تحفة فنية من الألماظ وليس النحاس، وهذا أفادها فى تجسيد الشخصية.
وبسؤالها عن إمكانية تقديمها لأدوار من أجل المتعة الشخصية والتنازل عن جزء من أجرها، قالت: "بالفعل هذا حدث، فأنا قدمت مؤخرا بطولة فيلم "قابل للكسر" الذى ترشحت فيه لجائزة أحسن ممثلة فى أفريقيا والذى عُرض الأسبوع الماضى فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، ولم أتقاضَ أى أجر مطلقا، لإيمانى بالتجربة وطموح المخرج أحمد رشوان فى تقديمه لعمل مختلف دون بكائيات ولا يبتز مشاعر الجمهور".
وأنهى الكاتب جمال عبد الناصر إدارته للمؤتمر بسؤال وجهه للنجمة حنان مطاوع حول الشخصية أو العمل الذى تتمنى تقديمه وتحلم به فقالت: أتمنى تقديم شخصية من العصر الفرعونى، وياحبذا لو كانت من الشعب العادى والطبقة المتوسطة وليست طبقة الملكات، فهذه المنطقة لا تُقدَّم مطلقا فى الدراما.
وفى نهاية اللقاء وجهت إليها إدارة المهرجان الشكر على حضورها للتكريم كما وجهت حنان شكرها لمازن الغرباوى وكل فريق عمل المهرجان على نجاح الدورة الخامسة وتكريمها فيها، وأكدت دعمها الدائم للمهرجان الذى كرم والدها من قبل وأطلق دورة باسمه.