اشتهر موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بخوفه الشديد من الإصابة بالبرد كان لديه وسواس شديد ورعب من الأمراض، فكان يحتاط بشكل مبالغ فيه حتى أنه اشتهر بالعديد من الطرائف والحكايات التى تدل على هذا الوسواس.
وحرص محمد عبدالوهاب على أن يحصن نفسه من البرد دائماً وهو ما ظهر فى معالم بيته الذى وصفته مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1962 تحت عنوان "أين يسكن أهل الفن"
وأشارت الكواكب إلى أن الموسيقار محمد عبدالوهاب كان يسكن على النيل بمنطقة الزمالك، فى الجهة المطلة على حى بولاق فى شارع المنتزه، وأنه اختار الدور الأول لسكنه ورغم ذلك لا يصعد هذا الدور إلا فى الأسانسير.
وأوضحت الكواكب أنه عندما يفتح "عمر" الخادم الخاص بعبدالوهاب الباب يمر الضيف بردهة صغيرة وضع فيها عبدالوهاب مرآة وشماعة، ليرى نفسه وهو يلبس الطربوش والكوفية قبل أن يهم بالخروج، وبعد ذلك تصطدم بباب مروحة يفتح عندما تدفعه بيدك، ثم يقفل وبعدها تجد نفسك فى صالة فسيحة مقسمة إلى قسمين، القسم الأول به البيانو وصورة فخمة بالزيت لعبد الوهاب فى شبابه والقسم الثانى به شيزلونج كبير وبعض المقاعد وصورة فخمة للسيدة نهلة القدسى زوجة موسيقار الأجيال، وإذا وقفت فى هذا القسم سيكون على يمينك صالة الطعام وعلى يسارك صالون فخم وصوراً لعبدالوهاب وأولاده، ومن أمامك فراندة جميلة تطل على النيل، وفى الجزء الأخر من الشقة ثلاث حجرات وحمام وردى، منهما حجرتين خصصهما عبدالوهاب للنوم، واحدة بحرى والثانية قبلى، حتى ينام فى الحجرة البحرية صيفاً وفى القبلية فى الشتاء.
4 وكسا عبدالوهاب حجرة النوم الشتوية بالخشب لتحميه من البرد ورطوبة الحائط، وفى كل حجرة نوم وضع جهاز تكييف وجهاز راديو وجهاز ريكوردر وجهاز بيك أب، أما الحجرة الثالثة فخصصها موسيقار الأجيال للاستماع للموسيقى وللندوات الفنية مع أصدقائه.
وكان عبدالوهاب يمتلك جهازين تلفزيون أحدهما فى الصالون والثانى فى حجرة الاستماع للموسيقى.