سبقت الفنانة الكبيرة نجاة شقيقتها السندريلا إلى طريق الفن والشهرة، وكانت النجمتان تنتميان إلى عائلة تمتلك العديد من المواهب الفنية، فوالدهما محمد حسنى البابا الذى تزوج أكثر من مرة، وأنجب سعاد ونجاة من زوجتين مختلفتين هو أحد أشهر الخطاطين فى الوطن العربى، وشقيقهما من أشهر عازفى الكمان وكان يعزف فى فرقة كوكب الشرق أم كلثوم، وتميزت نجاة فى الغناء، وظهرت مواهبها فى سن الطفولة، ولحقتها شقيقتها السندريلا سعاد حسنى فى طريق الفن لتكون أحد أشهر النجوم وأكثرهم موهبة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1959 كتبت السندريلا سعاد حسنى مقالاً تحدثت فيه عن طفولتها وبداياتها الفنية تحت عنوان: "أنا نمرة 10".
وقالت السندريلا أن ترتيبها نمرة 10 بين ذرية كبيرة عددها 11 ابن وابنة، وكانت مدللة مثل آخر العنقود، وكان والدها يسعى لإسعاد هذه العائلة الكبيرة، بينما تشقى الأم على الشاكى والباكى دون ضجر، ولكن وهى فى سن صغيرة انفصل والداها، فكانت تعيش مع والدتها مرة ومع والدها مرة حتى استقلت مع شقيقيها عز الدين وسامى.
وأوضحت السندريلا فى مقالها أن شقيقتها الأكبر منها سميرة وضعتها على أول طريق الفن، حيث تزوجت أحمد خيرت، وكان مفتش أناشيد بالإذاعة، وكان على صلة وثيقة ببابا شارو، وعندما استطاعت السندريلا نطق الحروف الأبجدية أخذها زوج شقيقتها إلى بابا شارو، وبالفعل غنت سعاد حسنى أول أغانيها "أنا سعاد أخت القمر بين العباد حسنى اشتهر".
ودخلت السندريلا المدرسة فى الفترة التى أقامت فيها مع والدتها، وكانت تشعر بأنها مسئولة عن نفسها فوالدها بعيد عنها وأمها مثقلة بأحمال كثيرة، لذلك كانت تلميذة شاطرة -كما أكدت فى مقالها- وبدأت أحلامها فى أن تكون ممثلة سينما وهى ترى أفلام فيروز، وتعرف أن فاتن حمامة بدأت مشوارها الفنى وهى طفلة فى الخامسة.
وقالت سعاد حسنى: "عندما أسررت لأمى برغبتى كانت تذكرنى بدروسى وتقول لى، نجاة فى الفن كفاية وانتى لازم تتخرجى من الجامعة علشان يبقى فى تنوع فى العيلة".
وأضافت السندريلا: "عندما وصلت لسن 16 عاما لاحت لى بارقة أمل، حيث كان المخرج بدرخان يستعد لإخراج فيلم غريبة لشقيقتى نجاة، وكان يبحث عن وجه جديد يقدمه فى الفيلم ورآنى، وأكد أننى أصلح للدور، ولكن نجاة اعترضت وقالت إننى لا أزال صغيرة".
وأكدت سعاد حسنى أنها لم تجادل شقيقتها؛ لأنها اعتادت طاعتها، وخرجت من الحجرة وسحب الدموع تتجمع فى عينيها، وظلت تبكى حتى انتهى المخرج من تصوير الفيلم، وهى تتخيل نفسها أمام الكاميرا وهى تنال إعجاب الجميع.
وأضافت أن الأديب عبد الرحمن الخميسى كان صديق الأسرة، وكانت خلال هذه الفترة تستمع إلى مسلسله حسن ونعيمة فى الإذاعة، التى باعها الخميسى لهنرى بركات حتى يخرجها للسينما، وكان بركات يبحث عن وجه جديد لتجسد شخصية نعيمة ولم يجد المواصفات التى يريدها، حتى قال الخميسى لسعاد: "غدا ستأتين معى لمقابلة بركات"، فلم تنم السندريلا من الفرحة، حتى رآها بركات ورأى فيها مواصفات نعيمة، ووقفت السندريلا بثبات أمام الكاميرا، حيث اعتادت على مواجهة الجمهور فى المدرسة وفى برنامج بابا شارو، ونالت إعجاب كل من فى الاستديو، الذين قالوا: "شايفين أخت نجاة"، وقامت سعاد حسنى بدور نعيمة، وحققت نجاحا مدويا ليفتح لها أبواب المجد والشهرة.