تمر اليوم ذكرى ميلاد الأميرة الحسناء أسمهان، التى وُلدت فى مثل هذا اليوم الموافق 25 نوفمبر، بينما اختلفت المصادر حول سنة ميلادها، فبينما أشارت بعض المصادر إلى أنها ولدت عام 1912 تشير مصادر أخرى إلى انها من مواليد 1917، لتعيش حياة حافلة بالفن والأحداث والإثارة والألغاز، ولترحل الأميرة الحسناء فى ريعان شبابها فى حادث غامض، وتبقى وفاتها لغزًا آخر يضاف إلى سجل ألغاز حياتها.
فالأميرة آمال الأطرش التى أصبح اسمها أسمهان بعد احترافها الفن هى ابنة الأمير فهد الأطرش من عائلة الأطرش التى تنتمى لجبل الدروز بسوريا وشقيقة الموسيقار فريد الأطرش، وبعد وفاة والدها ونشوب الثورة الدرزية اضطرت والدتها إلى مغادرة سوريا إلى مصر بولديها فريد وفؤاد وابنتها الأميرة آمال ليعيشوا حياة صعبة، وتضطر الأم إلى الغناء فى الحفلات للإنفاق على أبنائها، حتى تحسنت الأحوال باحتراف فريد وآمال الفن.
كان أول الألغاز فى حياة أسمهان نبؤة قديمة سمعتها الأميرة الحسناء من سيدة تقرأ الطالع، حيث نظرت العرافة فى خطوط يدها الرقيقة، وظهرت عليها ملامح القلق، وقالت إن الأميرة الجميلة ستلقى مصرعها فى شبابها ضحية حادث قريب من الماء، وسيكون لها ثلاثة أولاد لن تعيش منهم سوى ابنة واحدة.
وعاشت أسمهان طوال حياتها وهى توقن بأن هذه النبوءة سوف تتحقق، خاصة أنها بالفعل فقدت اثنين من أبنائها ولم تبق سوى ابنتها الوحيدة كاميليا.
أما النبوءة الثانية فى حياة أسمهان فترتبط بمدينة رأس البر التى كانت الأميرة الجميلة من عشاقها، ومهما كانت مشاغلها كانت تحرص على أن تقضى فيها بعض أيام الصيف، وروت إحدى صديقات أسمهان أنها كانت تجلس معها ذات صيف فى رأس البر، وانطلقت النجمة الكبيرة لتتحدث عن جمال المدينة وعشقها لها، ثم قالت لصديقتها: تعرفى أنا أتمنى إيه، أتمنى إن حياتى تنتهى هنا فى راس البر".
فردت صديقتها: "يا شيخة حرام عليكى بعد عمر طويل"، ولكن لم يمر سوى عامين وتحققت أمنية أسمهان لتموت فى ريعان شبابها، بعد أن انقلبت سيارتها فى الترعة وهى فى طريقها إلى رأس البر، وماتت النجمة على مدخل مدينتها المفضلة كما تمنت.
وامتلأت حياة أسمهان القصيرة بالعديد من الأحداث الساخنة ما بين محاولات الانتحار والقتل، حيث حاولت أسمهان الانتحار بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة مرة فى جبل الدروز خلال فترة زواجها من ابن عمها ووالد ابنتها الوحيدة كاميليا الأمير حسن الأطرش، بعد مشكلات معه وإحساسها بالملل والرتابة، كما حاولت الانتحار مرة ثانية فى فندق مينا هاوس؛ بسبب الديون المتراكمة عليها فى الفندق وأنقذتها صديقتها مارى قلادة، التى لقيت فيما بعد مصرعها معها فى نفس الحادث الذى توفيت فيه أسمهان.
وتعرضت أيضا الأميرة الحسناء لعدد من محاولات القتل، وكانت إحدى هذه المحاولات على يد المخابرات الإنجليزية بعد أن قررت أسمهان إنهاء التعاون معها، ومحاولة قتل على يد زوجها الثالث الفنان الدونجوان أحمد سالم، بعد محاولته منعها من الخروج وغيرته الشديدة عليها، وكل هذه الأحداث جعلت الكثيرين يشككون فى أن وفاتها لم تكن طبيعية، وأنه تم قتلها بحادث مدبر.
ماتت الحسناء التى وقع فى غرامها الكثيرون بشكل مفاجئ وغامض فى ريعان شبابها وجمالها عام 1944، بعد رحلة حياة قصيرة وقبل أن تكمل سن 27 عاماً – بحسب المصادر التى تشير إلى أنها من مواليد 1917 وليس 1912- وذلك عندما أشارت عليها صديقتها مارى قلادة بالسفر إلى رأس البر لتهدئة أعصابها فى رحلة قصيرة تعود بعدها النجمة لاستكمال فيلمها "غرام وانتقام".
وسافرت أسمهان مع صديقتها والسائق وكان الطريق سهلا، وفجأة اهتزت السيارة وفتح السائق الباب وقفز، واندفعت السيارة إلى الترعة، بينما اختفى السائق الناجى الوحيد من الحادث، لتغرق الأميرة الحسناء وتلقى مصرعها فى 14 يوليو عام 1944 وتبقى حياتها وموتها سلسلة من الألغاز والأسرار.