دائما كان للفن المصرى دور فى مقاومة الاستعمار فى كل العصور، وكانت فنون المسرح والسينما والغناء والأدب والرسم أدوات استخدمها أهل الفن لمقاومة المستعمر، وما حدث بين الزعيم سعد زغلول والفنان الكبير يوسف وهبى أحد الصور لمقاومة الاستعمار بالفن.
ففقى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1956 مع أحداث العدوان الثلاثى على بورسعيد نشرت المجلة عدداً خاصاً بالمقاومة يحوى العديد من الموضوعات عن علاقة الفن بمقاومة المستعمر ودور الفنانين فى الحركات الوطنية، وجاء أحد الموضوعات تحت عنوان: "هكذا كنا أيام الاحتلال".
وجاء ضمن هذه الذكريات والأحداث ما كان وقت الاستعمار البريطانى لمصر، حيث كان الاحتلال يبذل كل جهده لتحطيم أى وسيلة للمقاومة وكان يستخدم عيوناً لتخبره بكل خيوط المقاومة والنضال.
وأدرك الاحتلال دور الفن فى حركة المقاومة ورفع الوعى بين المواطنين والتحريض على المحتل، فحرص على إفساد أى محاولة للفن والفنانين للخدمة الطن وإيقاظ الوعى.
وفى عام 1925 كانت الحرب مشتعلة بين حركة المقاومة المصرية ممثلة فى حزب الوفد وعلى رأسه سعد باشا زغلول وبين الاستعمار البريطانى، وكان جموع الشعب يقابلون سعد باشا فى كل مكان بالمظاهرات والتأييد، فكانت قوات الاحتلال تنزعج لهذه المظاهرات وتحاول تفريقها حتى وإن استخدمت الرصاص.
وفى نهاية عام 1925 دعا يوسف وهبى الزعيم سعد زغلول لمشاهدة إحدى المسرحيات، فتسابقت الجماهير إلى مسرح رمسيس ورابطوا أمام المسرح حتى يروا الزعيم سعد زغلول، وانطلقت مظاهرة كبيرة ارتفعت فيها الهتافات ضد الإنجليز الذين هجموا على المتظاهرين، ولكن لم يخف المتظاهرون واعتدوا على قوات الاحتلال، حتى أن جنود الإنجليز تقدموا بالشكوى لقياداتهم بقصر الدوبارة، فثار عميد الإنجليز واتصل بوزارة الداخلية وطالب بالتحقيق وبإغلاق مسرح رمسيس لأنه كان السبب وراء المظاهرة، وبالفعل استجابت وزارة الداخلية لهذا الطلب.
وواجه يوسف وهبى متاعب كثيرة بعد هذه الواقعة وكانت معظم رواياته ترفض ولا يسمح بعرضها، حتى اضطر أن يعرض روايات قديمة سبق لإدارة المطبوعات أن وافقت على عرضها.