يجذبنا كثيرا لمشاهدة الأفلام ويزيد من بريقها وشغفنا بها عناصر مهمة مثل الصوت، إذ يقف خلف كاميرات السينما نجوم يعملون بعيدا عن الأضواء، لكن لهم دورا كبيرا ومؤثرا في خروج الفيلم السينمائي بشكل مميز، ومنهم مصمم الصوت محمد صلاح الذي شارك بـ 4 أفلام يشارك في مسابقات مختلفة بفعاليات الدورة المنقضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهي الفيلم الروائي الطويل "19 ب"، والفيلمين القصيرين "صاحبتي" و "ماما"، و الفيلم الوثائقي "نور على نور".
حكى مصمم الصوت في حوار لـ "عين" عن تجربته مع هذه الأفلام والتحديات التي واجهها والمزيد من تفاصيل عمله في صناعة الأفلام.
ما شعورك بالمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي بـ 4 أعمال؟
فخور وسعيد بالتأكيد، ولا أنكر أنني كنت خائفا في الوقت نفسه لأني لم أكن أعلم أن جميع الأفلام ستشارك في منافسات المهرجان في نفس النسخة.
مصمم الصوت محمد صلاح
ما أبرز التحديات التي واجهتك أثناء العمل على كل فيلم ؟
في الحقيقة هي تحديات كثيرة ففي الفيلم القصير "ماما" كان به مشهد داخل الملاهي وكان حديثي مع المخرج ناجي إسماعيل أن هذا المشهد يجب أن يعطي الشعور بأن العالم كله يدور ولذلك جلسنا نضيف جميع أصوات الملاهي، أما عن فيلم "19 ب" وهو الأقرب إلى قلبي لما فيه من تحديات فالفيلم تم تصويره في مكان واحد وبه جزئية مهة وهي الفرق بين العالم الداخلي والخارجي لشخصية الحارس وكانت الطريقة الوحيدة لإظهار ذلك هو الصوت وتحدثت كثيرا مع المخرج أحمد عبد الله عن هذا الأمر، وأظهرت هذا الفرق عن طريق جعل العالم الداخلي للشخصية هادئ ومسالم عكس العالم الخارجي المليء بالأصوات المزعجة التي أضقتها جميعها مثل صوت السيارات والتكاتك والعصافير والناس وغيرها الكثير.
وبخصوص فيلم "نور على نور" فهو كان تجربة صعبة جدًا لأنه فيلم وثائقي والصوت في الفيلم مسجل عن طريق المخرج نفسه وليس مهندس صوت وليس بميكروفونات خاصة بل بميكروفونات الكاميرا، والفيلم يصور أشياء حقيقية تمامًا وحالة الصوت سيئة جدًا فكان أكبر تحدي لي هو تعديل تلك الأصوات لتظهر بشكل مسموع ولا يؤذي المشاهد.
19 ب
كيف يختلف العمل بالنسبة لك في الأفلام الطويلة عن الأفلام القصيرة؟
لا يوجد اختلاف كبير بين الاثنين غير في الوقت والمجهود الذي يكون أكبر في الأفلام الطويلة، وأيضًا الربط بين المشاهد فالأفلام القصيرة تكون مشهد أو مشهدين والربط بينهما سهل بالمقارنة بالفيلم الطويل الذي به مشاهدة أكثر ويمكن أن تعود لنفس المكان أكثر من مرة، لذلك يجب أن يكون هناك ربط بينها حتى لا يظهر الفيلم مجرد مشاهد بجانب بعضها البعض بل المشاهد مترابطة تحكي قصة طويلة لها منطق.
فمثلًا في فيلم 19ب يوجد مشاهد لشخصية الحارس في الصباح داخل المطبخ وإذا اختلف صوت الخلفية الذي يدل على أن الوقت الآن هو الصباح ستشعر أن الفيلم مفكك، وهذا لا يعني أن الأفلام القصيرة سهله بل العكس فبسبب الوقت القصير يجب أن تكون ذكي في التعامل مع الصوت بحيث يضيف للفيلم دون أن يلاحظه المشاهد ويخرجه عن الفيلم، ففي فيلم شفت مسائي الطريقة الوحيدة لجعل الصوت يضيف للفيلم كانت عن طريق اللعب في درجة ونبرة صوت المتصلين عبر الهاتف لأزيد من درجة التوتر والدراما في المشاهد وهذا لم يمكن سهلًا على الإطلاق.
ما المراحل الأساسية في تحضيرك لأي عمل؟
التحضير لكل عمل يختلف عن الأخر، ولكن أهم مرحلة هو تكوين الفريق بحد أدني شخصين وهذا في الأعمال التي لا تحتاج للكثير من الجهد، وبعدها أشاهد معهما العمل قبل تقسيم الأدوار لا أفرض دور على أحد لكي يقوم كل شخص بالدور الذي يحبه، وأنا والفريق دائمًا كعائلة واحدة، وقبل كل شيء أتحدث مع المخرج لأفهم المطلوب منا ثم أشرحه لباقي الفريق، ثم أشاهد الفيلم لأبحث عن الأشياء التي ستحتاج مني تسجيل صوتها لعدم وجود مرجعية لها في مكتبتي وبعدها ابدأ التسجيل لأني أحب تسجيل الصوت بنفسي وفي نفس الوقت يقوم كل فرد في الفريق بدوره، وأنا أحب أن ارتبط بالفيلم أكثر لذلك أشاهده أكثر من مرة وأتواصل مع طاقم العمل مثل المونتير لأخرج بمعلومات أكثر عن العمل ومعرفة المعنى الدرامي وراء المشهد، وتدور نقاشات كثرة مع المخرج حتى أفهم الفيلم تمامًا واستطيع إيصال المعني الدرامي عن طريق الصوت.
كثيرًا ما يواجه صناع العمل الضغط والضيق في الوقت فكيف تتغلب على ذلك؟
أهم عامل هو عدد أفراد الفريق فمثلًا في موسم رمضان الدرامي الوضع يكون صعبا والوقت ضيقا والأعمال التي أشارك بها كثيرة لذلك أهم شيء هو أن يكون عدد الفريق كبيرا والحمد الله علاقتي بالأشخاص في المجال جيدة لذلك أجد منهم المساعدة، والعامل الثاني هو توفير الأدوات والبرامج الحديثة التي توفر وقت ومجهود وتعطي جودة عالية.
افتتاح المهرجان
كيف تظهر بصمتك الخاصة في العمل عن طريق الأصوات؟
اكتشاف أن لديك بصمة هو موضوع صعب، واكتشفت بصمتي بعد أن سمعتها من عدد كبير من الناس، وبصمتي هي أني أجعل المشاهد يشعر أنه في الواقع ولا يوجد أي صوت مضاف للفيلم، والبصمة الثانية هي مكساج الفيلم بطريقة درامية وكيف ومتى أضيف هذا العامل الدرامي في الفيلم.
ما نوعية الأعمال التي تفضل العمل عليها؟
في الحقيقة لا أفضل الأعمال التي بها حوار كثير وأميل أكثر للأعمال التي بها صمت لأنها تعطيني الفرصة للظهور، وانا أيضًا أحب الأفلام الأكشن وأرى إني أجيد عمل أصوات الأكشن، وفي الواقع لم يتكرر معي أي نوع فيلم وهذا شيء مميز جدًا لأنني لم أشعر بالتكرار.
فيلم صاحبتي
ما الذي دفعك للعمل في هذا المجال؟
أنا أحب عزف الموسيقى ومجال صناعة الأفلام جذب انتباهي وأصبح لدي فضول لمعرفة طريقة صنع الأفلام ولأني أحب الموسيقى عملت في جزئية الصوت ففي البداية كنت مساعد مهندس صوت في مواقع التصوير وبعدها عملت كمهندس صوت ولكن شعرت أن هناك خطئ وأن هذا ليس المكان المناسب لي، وبعدها اتجهت لأتعرف أكثر على تصميم الصوت والمكساج داخل الأستوديوهات وهنا وجدت شغفي لأن صنع الصوت وإضافته على الفيلم أشبه بعزف الموسيقي.
حدثنا عن أهم الأعمال التي تعتبرها خطوات مهمة في مشوارك كمصمم صوت؟
كل عمل قدمته وشاركت فيه كمصمم صوت أو مكساج كان خطوة مهمة بالنسبة لي فقد عملت على العديد من المسلسلات الشهيرة مثل مسلسل ألف ليلة وليلة (2015)، الأب الروحي 2 (2018)، مسلسل الشارع اللي ورانا (2018)، حدوتة مرة (2019)، بـ 100 وش (2020)، نمرة اتنين (2020)، لعبة نيوتن (2021)، ضد الكسر (2021)، وفي عام 2022 شاركت في مسلسل ملف سري الذي نافس في الموسم الرمضاني، ومسلسل نقل عام، بالإضافة لمسلسل خارج السيطرة الذي عرض على منصة شاهد VIP.
وفي السينما عملت على فيلم ليل / خارجي الحائز على جائزة أفضل صوت في المهرجان القومي للسينما المصرية بدورته الـ 23، وفي فيلم أعز الولد (2021) الذي عرض على منصة شاهد VIP، كما شاركت في أفلام سينمائية مثل الصندوق الأسود (2020)، برا المنهج (2021)، وحامل اللقب (2022) كـ Dialogue Editor Supervisor، وذلك بالإضافة لخوضه تجربة العمل على الأفلام الوثائقية من خلال Free Trip to Egypt (2019)، Captains Of Zaatari (2021) وفيلم نور على نور (2022)، والأفلام القصيرة التي شاركت في المهرجانات الدولية مثل فيلم شفت مسائي (2020) و فيلم Tuk-Tuk (2022).
ماما