يوم 10 مايو عام 1993، كان يوما صادما للوسط الفني كله، وصادما للفنان الراحل أحمد زكي آنذاك ، فقد رحلت في هذا اليوم الفنانة هالة فؤاد التي عشقها الجمهور منذ ظهور الأول فى السينما وهى طفلة عمرها عامان فى فيلم "العاشقة" فى دور ابنة حسين رياض، ثم في فيلم "إجازة بالعافية" بطولة فؤاد المهندس وشويكار.
هالة فؤاد قدمت فيلم "البنت اللى قالت لأ " بطولة سهير رمزى وحققت هالة نجاحا كبيرا وحصلت على جائزتين من جمعية الفيلم ومن المجلس الأعلى للثقافة، ويكاد يكون عنوان هذا الفيلم هو الأكثر تعبيرا عن حياتها الفنية والشخصية ، فهي دائما كانت تقول " لأ " لكل الأعمال دون المستوي، ولكل الأفلام النمطية التي كانت تريد حصرها في منطقة تمثيلية واحدة وهي الفتاة " الكيوت " الحبوبة .
هالة فؤاد هي " البنت اللي قالت لأ " لأحمد زكي حينما طلب منها بعد زواجها منه وخلفتها لهيثم أبنهما بأن تتفرغ للمنزل ولتربية ابنها، لكنها رفضت أن تبتعد عن الفن وقالت " لأ " وعادت بعد طلاقها للفن الذي ولدت وكبرت في محيطه وداخله ، وتزوجت الفنانة الراحلة بعد طلاقها من الراحل أحمد ذكى من الخبير السياحى عز الدين بركات وأنجبت منه ابنا آخر اسمه رامى لكن بعد ولادة متعسرة قررت هالة أن تبتعد عن التمثيل لأن الحياة قصيرة كما قالت وارتدت الحجاب، وتركت التمثيل، وبعد الاعتزال بفترة قصيرة تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدى وبدأت رحلة علاج طويلة فى فرنسا والقاهرة، وقالت للمرض " لأ " وتم علاجها من السرطان لفترة مؤقتة ثم عاودها المرض مرة أخرى وبشراسة فواجهت المرض بشجاعة وإيمان غير مسبوق وأمضت أيامها الأخيرة فى الدعوة إلى الله حتى بين الممرضات والمرضى أثناء مكوثها فى المستشفى، وفجعت كذلك فى أيامها الأخيرة بوفاة والدها المخرج أحمد فؤاد فدخلت فى غيبوبة متقطعة فى أيامها الأخيرة ونشرت الصحف المصرية خبر وفاتها مرتين، إلا أنه كان يتم تكذيب هذه الأخبار مع الإعلان بأن حالتها حرجة جداً، وتوفيت فى 10 مايو 1993.
هالة فؤاد فنانة راقية فى كل تعاملاتها فنانة متميزة ومتألقة فى سماء النجومية نادرا ما سنجد مثلها فى الوسط الفنى فإذا ذكرت الرقة والجمال فسريعا سيتبادر فى ذهننا صورة تلك الفنانة، وبرغم قصر عمرها إلا أنها تركت رصيدا من الأفلام منها "الحدق يفهم" مع محمود عبد العزيز والمنتصر بالله وفيلم "الأوباش" مع يحيى الفخرانى وميرفت أمين، وفيلم "حارة الطيبين" مع محمود الجندى ومجدى وهبة وفيلم "حارة الجوهرى" مع هشام سليم وصابرين ومجدى وهبة وفيلم"اللعب مع الشياطين" مع محسن محيى الدين وهشام سليم.
وعن أعمالها التليفزيونية مسلسل "للماضى ذكرى" مع خالد زكى ونبيل نور الدين ومسلسل "الحياة مرة أخرى" مع يحيى الفخرانى وسمية الألفى ومسلسل "ثمن الخوف" مع نور الشريف وجميل راتب ومسلسل "رحلة فى نفوس البشر" مع سعيد عبد الغنى وفادية عبد الغنى ومسلسل و"تبقى الأرض دائما" مع هناء ثروت وفى عام 1987 قدمت هالة مسرحية "أولاد الشوارع" مع سماح أنور وعلى الحجار وممدوح وافى وقدمت فوازير رمضان بعنوان "المناسبات" مع يحيى الفخرانى وصابرين وإخراج فهمى عبد الحميد وحققت نجاحا كبير وبرزت كنجمة استعراضية.
هالة فؤاد تعددت أدوارها فقدمت فيلم "مين يجنن مين" من إخراج والدها المخرج أحمد فؤاد وبطولة محمود ياسين وحسين فهمى وقدمت فيلم "سجن بلا قضبان" مع محمود ياسين وسمير صبرى، وقدمت بعض الأعمال التليفزيونية ومنها مسلسل "رجل لهذا الزمان" مع محسن سرحان ثم مسلسل "الحرمان" مع "إلهام شاهين" وفاروق الفيشاوى، ومسلسل "الإنسان المجهول" مع محمود عبد العزيز وصفية العمرى، كما قدمت أيضا بطولة مسلسل "الرجل الذى فقد ذاكرته" مع الفنان أحمد زكى وجميل راتب وإيمان.