بمجرد ظهورها علي الشاشة تتوقع الدور الذي تقدمه، فقد برعت في تقديم دور المرأة المتسلطة أو الأم القاسية أو الحماه الشريرة ، ولعل ملامحها قد ساعدتها على إتقان مثل هذه الأدوار، هى الفنانة العظيمة علوية جميل والتى تحل اليوم الجمعة 15 ديسمبر ذكري ميلادها .
لم يكن اسمها الحقيقي هو علوية جميل ولكن كان "اليا صابات خليل مجدلاني" واختار لها هذا الاسم الفني الراحل يوسف بك وهبي، عندما قررت الالتحاق بفرقته المسرحية حيث وجد أن اسمها الحقيقي لا يتناسب مع الوسط الفني بسبب صعوبته فقرر تغيره، وقدمت علوية خلال فترة عملها بالمسرح العديد من الأدوار المبدعة حتي أنها لقبت برائدة المسرح العربي.
علوية جميل
تزوجت علوية مرتين الأولي وهي في عمر 15 وانجبت ثلاث أبناء هم إيزيس وجمال ومرسي ، ولكنها انفصلت بعد ثماني سنوات ، ثم وقعت في غرام الفنان الراحل محمود المليجي والذي بادلها نفس الشعور ، وبدأت قصة حبهما في مسرح يوسف وهبي ، وتزوجا ولكنهما لم ينجبا أطفالاً وظلت معه حتي وفاته وخلال فترة زواجهما تزوج عليها المليجي مرتين وفي احدي المرات قامت علوية بإجباره علي الطلاق بعد ثالث يوم زواج ، فكانت دائما تريد أن تحافظ علي بيتها وزوجها ولعل حبها له كان كبير لتستطيع أن تسامحه علي خيانته لها .
علوية جميل عاشت حياة مآساوية بسبب فقدها لإثنين من أبناءها ، فقد ماتت ابنتها الكبري إيزيس بعد أن مرضت وعجز الطب أن يعرف حينها سبب مرضها وكانت علوية حينها في المسرح وأرادت أن تعتزر عن المسرحية حتي تبقي بجوار ابنتها ولكن بسبب ضيق الوقت ولم يستطع وهبي وجود بديله أضطرت علوية الصعود علي المسرح وبعد انتهاء المسرحية ذهبت مسرعة للبيت لتجد ابنتها قد فارقت الحياة وكانت هذه هي الصدمة الاولي لها ، وتعد الصدمة الثانية هي غرق سفينة كان ابنها عليها وعرفت علوية بهذه الكارثة عندما كانت بالمسرح أيضاً ولكنها اصرت علي استكمال المسرحية وعاشت في مآساة بسبب هذا الفقد العظيم، واعتزلت علوية الفن عام 64 وظلت بجوار زوجها حتي توفي .