تجربة مهمة تثبت نفسها للعام الثالث، بعدما صارت لها أرضية واسعة لدى المتابعين من الكبار والصغار، وباتت طقسًا سنويًا ثابتًا على موائد إفطار الأسر المصرية، بفضل ما قدمته من معالجات درامية جيدة، وتقنيات بصرية جذابة، واشتباك مع موضوعات مهمة بطريقة بسيطة وحيوية، وآخرها مسألة الهوية وتاريخ مصر والاقتراب من مناطق القوة والثراء فى مكونات الشخصية المصرية.
المخرج محمد عيد: مهمتنا تنمية روح الانتماء
كشف المخرج محمد عيد، عن الصعوبات التى واجهته أثناء العمل على مواسم "يحيى وكنوز"، قائلا إن أبرزها ما يخص استقطاب الجيل الصغير ليشاهد منتجا مصريا، فكانت الصعوبة فى خلق ثقافة تجذب الطفل، متابعا: "الصعوبة أيضا فى عدم تقديم رسوم متحركة بألوان زاهية لجذب الانتباه دون قصة، بل أن يكون المحتوى قويا، والفضل للشركة المتحدة التى تبنت الفكرة".
وأوضح أنه كان يعقد جلسات عمل مع مؤلف المسلسل محمد عدلى، وفريق العمل: رامى عيد وأحمد عيد وإسلام عبدالحكيم وعصام السقا، للبحث عن طريقة لتغيير شكل الرسوم المتحركة فى مصر، بحيث تنافس عالميا ويشعر الطفل أنه يشاهد منتج محلى الصنع ملكا له وحده.
وعن اختيار الأصوات قال: "لا يوجد نجم أو ممثل شارك معنا فى المسلسل إلا كان مستمتعا جدا، سواء ضيوف الشرف أو الأبطال الأساسيين، خاصة أننا تناولنا موضوع الصوت بشكل مختلف عن المتعارف عليه، حيث قدمنا منهج تسجيل مختلفا بالاعتماد على جدية التمثيل وليس مجرد تلوين الصوت".
وعن إمكانية استمرار عرض "يحيى وكنوز" طوال العام وليس رمضان فقط، أجاب: «أتمنى تقديم يحيى وكنوز طول العام، المواضيع كتير، وأظن إن التجربة عندها كتير تقدمه»، وعن طموحاته قال: «هدفى الأكبر من العمل إن كل طفل يشوف نفسه فى شخصيات يحيى وكنوز، ويحس إن هما ممكن فعلا يكونوا صحابه، ويتعامل معاهم كقدوة يحتذى بها، ولو وصلنا لكده يبقى نجحنا جدا، ووقتها الطفل هيحس بشخصيته وبلده وهويته المصرية ويدافع عن وطنه وتاريخه».
مسؤول الجرافيك: قدمنا تجربة محلية بجودة عالمية
قال رامى عيد، المسؤول عن فريق الجرافيك بمسلسل يحيى وكنوز، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»: مسلسل يحيى وكنوز كان بالنسبة لى مشروع مهم، لأن كان نفسى أشتغل على عمل أنيميشن، وجاء طلب من الشركة المتحدة للعمل على الموسم الأول من يحيى وكنوز، ووصلت مدته لـ300 دقيقة، وعملنا عليه خلال 6 أشهر مع الحفاظ على الجودة.
وعن جودة الـGraphics يقول: «بعد بكار كان تطور الجرافيك فى مصر ضعيفا مقارنة بالأعمال العالمية، خاصة بفترة ركود وصلت إلى 25 عاما، وكان يوجد تحديثات كبيرة تواجهنا بسبب سفر أصحاب الخبرات أو ابتعادهم عن المهنة، ولهذا استعنا بشكل كبير بكفاءات محلية بعد التدريب، وقدمنا تجربة مصرية بجودة عالمية».
وعن الفرق بين مواسم يحيى وكنوز الثلاثة، قال: «صناعة الأنيميشن بها عدة عناصر، ونحن استخدمنا أقل نسبة من هذه العناصر فى الموسم الأول، وفى الموسم الثانى زادت، وكذلك الموسم الثالث، وهذا بسبب التركيز الكبير فى توجيه العاملين من قبل المخرج، وارتفاع منسوب الثقة، وإضافة مهندسة ديكور، ما عزز جودة المنتج النهائى».
أحمد عيد: أتمنى المنافسة على جوائز دولية
قال أحمد عيد، المشرف على الجرافيك بمسلسل الرسوم المتحركة يحيى وكنوز، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن الموسم الأول كان تجربة صعبة بالنسبة لنا، ولكننا كنا واثقين من المخرج محمد عيد، ولكن فى الموسم الثانى بدأنا العمل على تقوية جودة الأنيميشن والجرافيك الخاص بالموسم، ومع الموسم الثالث كان الأمر مختلفا، حيث تمت إضافة بعض من العناصر بجانب العصر الفرعونى، مثل الإسلامى والإغريقى، وهذا احتاج إلى إكسسوارات وملابس إضافية، عكس الطراز الفرعونى الذى يعتمد بشكل أكبر على المعابد، أما التراث الإسلامى فيعتمد على إكسسوارات ملابس مثل الجلباب والعباية، ولهذا كان الطلب الواضح من الشركة المتحدة أن يحاكى العمل الطبيعة بأقرب طريقة ممكنة.
وعن أصعب مرحلة فى مسلسل الرسوم المتحركة يحيى وكنوز 3، أجاب قائلا: أصعب الأشياء فى العمل كانت تعدد الحقب التاريخية فى الموسم الجديد، فكانت النقلات هى الأصعب، بجانب العناصر المتشابكة مع الحقب التاريخية، بالإضافة إلى الرسالة التى أردنا توضيحها، وهى أن الطفل المصرى يجب أن يحافظ على هويته التاريخية قبل أن تؤخذ منه.
وعن الهدف الذى يريد تحقيقه أكد "عيد" قائلاً: أتمنى أن نستطيع المنافسة على جوائز عالمية، ولهذا نركز بشكل كبير على جودة المنتجات التى نعمل عليها، والقصة والمونتاج، وهنالك بعض العناصر التى إذا ركزنا عليها نستطيع أن ننافس على العالمية.