قادتني الصدفة علي السوشيال ميديا لمشاهدة مشهد من مسلسل تاريخي قديم يعود إنتاجه لعام 2017، وهو مسلسل " الإمام "، والمشهد كان لممثل لبناني اسمه بيار داغر مجسدا شخصية الخليفة المعتصم الذي حرك جيشه لنجدة امرأة مسلمة كانت قد استنجدت به من الروم الذين أسروا ألف امرأة من المسلمات، وفي هذه الحادثة صرخت امرأة من المسلمات الهاشميات مستغيثة بالمعتصم وهي في الأسر قائلة " "وااامعتصماه "، ليصرخ هو بأعلى صوته «لبيك يا أختاه».
بيار داغر في هذا المشهد وهو يجسد شخصية المعتصم أبهرني بأدائه الهادئ، ثم المتصاعد بعنفوان الحاكم الغيور علي عرضه ووطنه ودينه، ووصلني صدق أدائه بما يمتلكه من معايشة لهذا الدور، واهتمام بأدق التفاصيل.
بيار داغر
بعد مشاهدة هذا المشهد دفعني الفضل للبحث عنه وعن أعمال أخري له فاكتشفت أنني أمام ممثل ونجم عربي بمواصفات عالمية وهو سليل عائلة فنية عريقة في السينما المصرية ينتمي إليها وهي عائلة داغر التي خرج منها المنتجة العظيمة والفنانة آسيا داغر التي كانت من مؤسّسين السينما بمصر، وابنة شقيقتها ماري كوين، ومن عائلته أيضا أسعد داغر المفكّر الكبير اللي كان من مؤسّسين جريدة الأهرام وجامعة الدول العربيّة.
بيار داغر (2)
وفي رحلة بحثي في أعماله وجدته قدم شخصيات كثيرة منها شخصية حيي بن أخطب في المسلسل الشهير " خيبر " الذي كتبه الراحل يسري الجندي واخرجه محمد عزيزية ، وقدم شخصية الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح في مسلسل " خالد بن الوليد "، واستمتعنا بصوته في النسخة العربية من مسلسل " يوسف الصديق " في دور النبي يعقوب، ووجدته له الكثير من الأعمال الرائعة.
بيار داغر، نجم لبناني عربي بل عالمي بأدائه الراقي الذي يأسر من يشاهده بألقه، والكاريزما التي يمتلكها، فوجدته قد منح ألقاب كثيرة منها فنّان هوليوود العرب ، وجورج كلوني العرب ، أنطوني كوين العرب، وغيرها من الألقاب التي منحها له الجمهور والمعجبين بفنه، وهو من ضيعة تنّورين التي غنت لها فيروز "ع هدير البوسطة "
آخر أعمال قدمها بيار داغر في السنوات الأخيرة كان "فتح الأندلس" عام 2022 في شخصية الكونت جوليان حاكم سبتة، و"السرايا" عام 2023 في دور (الرئيس الأميركي توماس جيفيرسون ) ، و"نظرة حبّ" 2024 في دور(جلال) .
أنا شخصيا بعد رحلة مشاهدة في أعمال هذا الفنان أنتظره في عمل مصري أيا كان درامي تليفزيوني او درامي سينمائي لأنه عن حق يستحق أن يكون له مكانة وتواجد في هوليود الشرق مصر العزيزة لي وطن .