محمود جلال يكتب: سميحة أيوب… أيقونة الفن الراقي ورمز الالتزام

سميحة أيوب ومحمود جلال سميحة أيوب ومحمود جلال
 
رحلت اليوم عن عالمنا واحدة من أعظم رموز الفن في مصر والعالم العربي، الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، التي لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت مدرسة متكاملة، قدمت على مدى أكثر من سبعين عامًا أعمالًا شكلت وجدان أجيال من الجمهور، وتركت بصمة لا تُنسى في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية.
 
سميحة أيوب كانت تجسيدًا حيًا للفن الراقي، تتجاوز بأدائها حدود التمثيل إلى رسالة إنسانية وثقافية عميقة. في زمن تغيّرت فيه معايير الفن، بقيت على عهدها، متمسكة بالصدق والنزاهة، مدافعة عن القيم الجمالية، ومؤمنة بدور الفن في تشكيل الوعي والضمير.
 
كما كانت نموذجًا ملهمًا للمرأة التي تشق طريقها وسط التحديات، حيث تولّت مناصب قيادية في المسرح، وأثبتت أن الكفاءة لا تُقاس بالجنس، بل بالموهبة والقدرة على العطاء. كانت أول امرأة تتولى إدارة مسارح كبرى، وصوتًا مؤثرًا في قضايا الثقافة والفن.
 
برحيلها، تخسر الساحة الفنية رمزًا نادرًا للالتزام والرصانة والتميّز، لكن إرثها سيظل حيًا في ذاكرة الجمهور، ومرجعًا لمن يسعى إلى تقديم فن يحمل مضمونًا وقيمة.
 
علمتنا سميحة أيوب أن الفن الحقيقي هو ما ينير العقل ويُنعش الروح، وأن الإبداع حين يكون صادقًا، يخلد صاحبه. رحيلها لحظة تأمل في أهمية الفن كجزء أصيل من هوية هذا الوطن.
 
رحم الله الفنانة الكبيرة، وأسكنها فسيح جناته. ستظل سميحة أيوب أيقونة خالدة في سجل الفن المصري والعربي، وإلهامًا لا ينضب لكل من يؤمن بأن الفن رسالة.
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر