شهدت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة تكريت، مناقشة رسالة دكتوراه متميزة في قسم اللغة العربية بعنوان "التناص في شعر محمود حسن عبد التواب"، قدمها الباحث المصري فاروق عبد السلام محمد، بحضور نخبة من الأساتذة والباحثين، وعدد من المهتمين بالشأن الأدبي.
تناولت الرسالة شعر الأديب والشاعر المصري محمود حسن عبد التواب، أحد أبرز الأصوات الشعرية في المشهد الثقافي المصري والعربي المعاصر، والذي تتميز كتاباته بتنوعها بين الشعر والرواية والنقد، وارتباطها الوثيق بالتراث والوجدان الجمعي. وركزت الدراسة على مظاهر التناص في شعر عبد التواب، من خلال تحليل عدد من دواوينه، من بينها: سفر التوسل، العباسة، أبى والقطط البيتية، التسبيح بالجسد.
واستعرض الباحث في دراسته كيف أن التناص في شعر عبد التواب يشكل بنية أساسية، يتقاطع فيها الديني بالتاريخي، والأسطوري بالشعبي، بما يعكس عمق الثقافة التي ينطلق منها الشاعر، ومدى اطلاعه وتفاعله مع مصادر معرفية متنوعة. وأوضحت الدراسة أن النص الشعري عند عبد التواب لا يُبنى في فراغ، بل يتكئ على شبكة غنية من العلاقات النصية والتاريخية والدينية، منها القرآن الكريم، والحديث الشريف، والتاريخ الإسلامي، والديانات الأخرى، والتراث الشعبي والثورات.
الشاعر محمود حسن عبد التواب
وقد جاءت لجنة المناقشة مكونة من نخبة من الأساتذة المتخصصين، ضمت: الأستاذ الدكتور غنام محمد خضر، والأستاذ الدكتور نرجس أسعد خلف، والأستاذ الدكتور سعد عبد اللطيف جدوع، والأستاذ الدكتور سناء سلمان عبد الجبار، والأستاذ المساعد الدكتور عبد الرحمن محمد محمود، وتحت إشراف ومناقشة الأستاذ الدكتور إبراهيم مصطفى حمد.
شهدت الجلسة حضور رئيس جامعة تكريت الأستاذ الدكتور وعد محمود رؤوف، الذي أثنى على الجهد العلمي المبذول في الرسالة، وأشاد باختيار موضوعها، وحرصها على التفاعل مع تجربة أدبية مصرية بارزة، مؤكدًا أن الجامعة تولي اهتمامًا بالغًا بدعم الحقول المعرفية والنتاجات الأدبية التي تعزز الحوار الثقافي العربي.
يُذكر أن الشاعر محمود حسن عبد التواب، المولود في قرية الأشمونيين بمحافظة المنيا، يشغل موقعًا مميزًا في الساحة الثقافية، إذ يترأس مؤسسة الكرمة للتنمية الثقافية والاجتماعية، وله مشاركات عديدة في المهرجانات الشعرية، وهو عضو باتحاد كتاب مصر، وجمعية الأدباء، وأتيليه القاهرة. وقد نُشرت أعماله في عدة صحف ومجلات مصرية وعربية، منها الأهرام، الأخبار، الجمهورية، مجلة العربي الكويتية، وأقلام عربية اليمنية.
وقد خلصت الدراسة إلى نتائج مهمة، أبرزها أن محمود حسن عبد التواب يمتلك إرثًا معرفيًا وثقافيًا متينًا، تجلى في حضور التناص بأنواعه المختلفة في شعره، بما يجعله نموذجًا شعريًا ثريًا جديرًا بالتحليل والدراسة في سياق النقد الأدبي الحديث.
