تحية كاريوكا.. من نجمة استعراض إلى رمز نضالي دعمت الفدائيين وساهمت في مقاومة العدوان

تحية كاريوكا تحية كاريوكا
 
لم تكن تحية كاريوكا مجرد نجمة استعراض في زمن الفن الجميل، بل كانت رمزًا للوطنية والشجاعة في مواقفها السياسية والإنسانية. فالفنانة الراحلة، التي اشتهرت برقصها الأنيق وفنها الاستعراضي، امتلكت قلبًا مصريًا نابضًا بالانتماء، جعلها تقف في صفوف الفدائيين وتشارك في معارك الوطن بشجاعة نادرة.
 
بدأ نشاطها السياسي عام 1948، حين كانت تنقل الأسلحة للفدائيين بسيارتها الخاصة دون تردد، مؤمنة بأن الدفاع عن الوطن واجب لا يقل عن الفن. كما شاركت في المقاومة خلال العدوان الثلاثي عام 1956، وتعرضت للاعتقال أكثر من مرة بسبب مواقفها الوطنية الجريئة. وتُعد من الصور النادرة لها تلك التي ظهرت فيها كممرضة متطوعة بمستشفى قصر العيني أثناء حرب أكتوبر 1973، تجسد دعمها العملي للجنود والجرحى.
 
ولدت بدوية محمد علي (وهو اسمها الحقيقي) بمدينة الإسماعيلية عام 1919، وبدأت مشوارها الفني مبكرًا مع الراقصة محاسن محمد التي اكتشفت موهبتها، ثم انضمت لفرقة بديعة مصابني، قبل أن تنتقل إلى السينما والمسرح بدعم من الفنان الكبير سليمان نجيب الذي ساعدها في تطوير ثقافتها ووعيها السياسي.
 
انطلقت شهرتها عام 1940 عندما قدمت رقصة “الكاريوكا” التي أصبحت علامة مميزة باسمها، وقدمت أكثر من 120 فيلمًا، وعددًا كبيرًا من المسرحيات والأعمال التلفزيونية، من أبرزها: لعبة الست، شباب امرأة، خلي بالك من زوزو، أم العروسة، وداعًا بونابرت، والسقا مات.
 
وفي المسرح، تألقت إلى جانب إسماعيل يس وأسست فرقة خاصة مع الفنان فايز حلاوة، وظلت حتى رحيلها إحدى أهم الشخصيات التي جمعت بين الفن والموقف الوطني. ورغم حياتها الشخصية المثيرة التي تزوجت فيها 14 مرة، بقيت تحية كاريوكا رمزًا للأصالة والفن والجرأة حتى رحيلها في 20 سبتمبر 1999 عن عمر ناهز الثمانين عامًا بعد أزمة حادة في الجهاز التنفسي.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر