تمثال الحرية يعد أحد الرموز البارزة لمعالم أمريكا، أهدته فرنسا لأمريكا في 28 أكتوبر عام 1886 لتوثيق الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية (1775-1783).
التمثال قام بتصميمه فريدريك بارتولدي، وصمم هيكله الإنشائي جوستاف إيفل، رحلة تصميميه بدأت في عام 1869 بتصميم نموذجًا مصغرًا لمنارة على شكل فلاحة مصرية مسلمة تلبس الثوب الطويل ترفع يدها حاملة شعلة يخرج منها ضوء لإرشاد السفن، وتحمل شعار "Egypt Carrying the Light to Asia"، مصر تحمل الضوء لآسيا". شكل التمثال كرأس يخرج منها أشعة الشمس يعود في الأصل إلى عملة مصرية تاريخية تظهر بطليموس الثالث الحاكم الثالث من البطالمة في مصر.
قطعة معدنية تمثل رأس بطليموس الثالث، الحاكم الثالث من البطالمة في مصر
عرض فريدريك التمثال على الخديوي إسماعيل ليتم وضعه في مدخل قناة السويس المفتتحة في 16 نوفمبر عام 1869.
وبينما رفض الخديوي اقتراح بارتولدي للتكاليف الباهظة التي يتطلبها التمثال وبنى بدلا منها منارة بطول 180 قدم، في هذا الوقت كانت الجمهورية الفرنسية الثالثة (1870-1940) تهدي عددا من دول العالم هدايا تذكارية لتأصيل أواصر الصداقة بها، أهدت فرنسا الولايات المتحدة الأمريكية التمثال في ذكري احتفالها بالذكري المئوية لإعلان الاستقلال، في 4 يوليو 1876.
وتم تقسيم العمل على تصميم التمثال ففي حين صمم الفرنسيون التمثال صمم الأمريكيون القاعدة التي استقر عليها.
بدأت حملة ضخمة في البلدين لإيجاد التمويل اللازم لبناء التمثال واستطاعت فرنسا جمع التكاليف عبر الضرائب ووسائل الترفيه التي يستخدمها المواطنون وكذلك اليانصيب هي الوسائل التي استطاعت من خلالها فرنسا توفير مبلغ 2,250,000 فرنك لتمويل التصميم والشحن إلى الولايات المتحدة.
بينما نجح الأمريكيون في جمع تمويل القاعدة عبر المعارض الفنية وكان يقود هذه الحملة السيناتور وعمدة نيويورك ويليام إيفارتز الذي أصبح وزير الخارجية الأمريكي فيما بعد - غير أن هذا لم يكن كافياً، ما جعل جوزيف بوليتزر - صاحب جائزة بوليتزر فيما بعد - أن يقوم بحملة من خلال الجريدة التي كان يصدرها تحت اسم العالم ثم لاحقاً تم اختيار موقع المشروع علي جزيرة الحرية التي كانت تعرف حينها باسم جزيرة بدلو.
انتهت أعمال تصميم التمثال في فرنسا في يوليو 1884 فتم شحن التمثال على الباخرة الفرنسية إيزري، حيث وصلت إلى ميناء نيويورك في 17 يونيو 1885. وتم تفكيك التمثال إلي 350 قطعة وضعت في 214 صندوق لتخزينها لحين انتهاء أعمال بناء القاعدة التي سيوضع عليها والتي انتهت في وقت لاحق لوصول التمثال.