لا تكتمل بهجة عيد الفطر بدون "كعك العيد" الذى أصبح عادة مصرية لا يمكن التخلى عنها. لكن ما هو أصل الكعك؟ ولماذا ارتبط بعيد الفطر المبارك؟ ومتى عرفه المصريون؟
أسئلة سوف تجد إجابتها فى السطور التالية
يعتقد البعض أن أصل الكعك يعود إلى عهد الفاطميين الذين اهتموا بإدخال مظاهر البهجة المختلفة على المسلمين فى مناسباتهم الدينية سواء رمضان أو الأعياد أو ذكرى المولد النبوى الشريف. لكن الكعك يعود بتاريخه إلى العصر الفرعونى، حيث أكدت العديد من المصادر أن زوجات الملوك اعتدن على تقديمه للكهنة القائمة لحراسة الهرم خوفو فى يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو.
ووصلت أشكال الكعك التى عرفها المصريون القدماء إلى 100 شكل تقريبا منها اللولبى والمخروطى والمستطيل والمستدير، جميعها نقشت على جدران مقبرة الوزير "رخ مى رع" من الأسرة الثامنة عشر. وهى الصور التى توضح خطوات صناعة كعك العيد تفصيليًا، حيث تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التى يريدونها، ثم يرص على ألواح الإردواز، ويوضع فى الأفران. كما كانت بعض الأنواع تقلى فى السمن أو الزيت، وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف "العجوة"، أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب، ووجدت أقراص الكعك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل.
وعندما زار هيرودوت مصر فى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد تعجب؛ لأن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم فى حين يمزجون الطين بأيديهم.
وكان الكعك فى تلك الفترة يسمى بالقرص، حيث كانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص على شكل تميمة الإلهة "ست" كما وردت فى أسطورة إيزيس وأوزوريس، وهى من التمائم السحرية التى تفتح للميت أبواب الجنة، وكانوا يتقنون بتشكيله بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور، وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس الإله رع.