لينا صليبى: حلمى أن أكون سفيرة لفلسطين بصوتى.. وفيروز مثلى الأعلى

لينا صليبى لينا صليبى
 
مصطفى فاروق

"راحو ناس وأجو ناس وما شفناه، آه يا قلبى من حبيبى آه وآه، قلّى جاى وهلا وين صرلو شى شهر ويومين، لا فرّح برجوعه العين حتى صوته ما سمعناه"، بعد سماعك لهذه الكلمات فور تسرح فى أيام زمن الفن الجميل، وتنتابك على الفور مشاعر متضاربة بين الحنين والرومانسية والاشتياق، وتلوح فى الأفق ذكريات الفراق والألم، وتدخل فى دوامة من الاستغراب من الكلمات المؤثرة وإحساس من تؤديها لأول مرة، وتقرر مطاردتها على مواقع الأغنيات التى تخطفك فى رحلة إلى عالم آخر من الهدوء النفسى والبهجة المطلقة، ومن هنا تتعرف على أن صاحبة هذه الكلمات وهذا الإحساس هى الفلسطينية لينا صليبى.

19402288_1547993961880499_2424848348403180691_o

مثلت تلك الكلمات أول أغانيها المنفردة فى مشوارها الفنى الذى بدأته منذ 3 سنوات بأغنية "رجعلى ياه"، ولقبها جمهورها العربى بفيروز فلسطين، لعشقها أداء أغانيها على طريقتها الخاصة محققة معدلات استماع بالآلاف فى وقت قصير، ومن هنا كان أول سؤال لها هو "ما سر حبك الكبير لفيروز؟"، لترد قائلة: كبرت وتربيت على صوت السيدة فيروز وأغانيها، فكل صباح وقبل ذهابى إلى المدرسة، كان لابد لى أن أستمع إليها عبر الراديو، فصوتها يلامس قلبى بذكريات الطفولة والحنين إلى الماضى، وهى بالنسبة إلى مثلى الأعلى.

12514057_1087541947925705_6455967874274092138_o

رغم دراستها الأساسية لإدارة الأعمال قررت لينا تحقيق حلم طفولتها والانطلاق وراء حلم الغناء، وفى هذا الشأن تقول: كنت أحلم بدراسة الموسيقى والغناء منذ طفولتى، وسعيت وراء حلمى من خلال الانضمام لجوقة المدرسة وفرقة الجامعة والاشتراك فى شتى الحفلات الموسيقية، كما درست العزف على آلة الكمان لأربع سنوات فى معهد إدوارد سعيد وأكاديمية بيت لحم للموسيقى، لكن لم تتسن لى فرصة دراسة الموسيقى فى الجامعة، فقررت أن أختار دراسة الإدارة والتسويق، أملًا فى أن تساعدنى مستقبلا فى حياتى الفنية.

18238169_1492155944130968_4053766913130155093_o (1)

بدأت لينا نجوميتها بالصدفة من تونس، بعد مشاركتها فى المهرجان الجامعى الدولى للموسيقى منذ 5 سنوات، وعن هذه المشاركة قالت: تعرفت هناك على الملحن البحرينى محمد الحسن، الذى أبدى إعجابه بصوتى وأقترح أن نتعاون فى عمل مشترك تجسد فى أغنيتى الأولى «رجّعلى ياه»، من كلمات خالد الشاعر، ورغم أن التحضيرات كانت صعبة، نظرًا لصعوبة التواصل بيننا، ظهرت الأغنية بعد عامين، وأنا شخصيا أعتبرها من أقرب الأغانى لقلبى ليس لأنها أول أعمالى وإنما لما تحمله من دلالات عن الوطن والحب والسلام.

10631139_1069735316373035_246847664811559355_o

حققت لينا نجاحًا جماهيريًا فى العالم العربى عبر أغانيها منها "انت يللى، أتوقع، وعم فتش"، وأعادت لينا تقديم مجموعة من الأغنيات القديمة مثل "حلوة يا بلدى" لداليدا، و"في يوم وليلة" لوردة، بجانب أغنيات فيروز، وعن السبب فى خوضها لهذه التجربة تقول: أرى أنه من الجميل أن يتم إعادة تقديم بعض الأغانى العربية القديمة من وقت لآخر بتوزيع جديد ومختلف مع ضرورة الاحتفاظ بروح العمل الأصلى، مما قد يدفعها للوصول إلى شريحة جديدة من جيل الشباب ويترك لهم المجال للعودة والتعمق فى تاريخ هذه الأغانى الخالدة التى ارتبطت بالجمهور على مر السنين، وأرى أن تأدية أى مطرب لروائع الزمن الجميل يعود إلى حبه لهذه الأغنيات وتأثره بها.

1548102_716799481666622_249878495_o

تنقلت لينا بين مختلف دول العالم، من فلسطين لتونس إلى فرنسا وبلجيكا وبولندا وبريطانيا وحتى الهند، وشاركت فى عدة مهرجانات دولية، ولم تمثل اللغة واختلاف الثقافات عائقًا بالنسبة لها، بل اعتبرته تجربة حياتية، ومن هنا تقول: كل مشاركة خارجية كان لها إضافة مميّزة لشخصيتى وعلاقتى وثقتى بالمسرح، وأجمل ما فى الموسيقى هو أنها لغة واحدة يعرفها العالم أجمع، كما شرفت بالتعرف مع موسيقيين من مختلف دول العالم العربى والغربى، لأن ذلك يؤثر إيجابيًا على اختياراتى الموسيقية فى مشوارى، وكان من أبرز تلك التجارب مشاركتى مع "جوقة لندن" فى بريطانيا.
 
14925641_1292576747422223_4211036473677893447_n

تعتبر لبنان حب من نوع خاص بالنسبة إلى لينا، وهى تجسد ذلك بإحساسها فى أداء أغنية فيروز "لبيروت" بإحساس بنت البلد الأصيلة، وعن السبب فى عشقها الكبير للبنان، قالت: لبنان بلد الفن والثقافة والجمال، أنجبت عمالقة الفن أمثال فيروز، وماجدة الرومى، والشحرورة صباح، ووديع الصافى، وزكى ناصيف، فمن الطبيعى أن أكون متأثرة بها، خاصة إنها كانت من أوائل الدول التى احتضنتنى فى بداية مسيرتى الفنية.

12828377_1120121501334416_5587452183382820065_o
 
وبخصوص ما تحلم بالوصول إليه خلال الفترة المقبلة، قالت: طموحى الأكبر أن أكون خير مثال وسفيرة لبلدى فلسطين وللأغنية العربية والفلسطينية فى العالم، وأحلم أن يصل صوتى وفنى إلى كل أنحاء العالم حاملًا رسائل الحب والسلام والأمل فى ظل ما نعيشه من أوضاع غير مستقرة، وأن أغنى دائما ما يعبّر عنى، وأن يكون فنى قريبا من الناس ويتكلم عنهم.
 
1
 
تدخل لينا حاليًا معسكر للتحضير لعدة أعمال غنائية مقبلة، فهى تفضل التركيز على أعمال غنائية منفردة، وترى أن مشروع الألبوم الغنائى يتطلب توافر العديد من العوامل والجهود المناسبة، لذلك فهى تفضل تقديم أغنيات منفردة كى تأخذ حقها فى الانتشار. وبسؤالها عن إمكانية تقديم حفل غنائى فى مصر قريبا قالت: كل فنان يحلم أن تتسنى له فرصة التواجد وتقديم العروض الفنية في أرض الحضارة والفن العريق، وأتمنى أن أغني في مصر قريبًا إن سنحت الفرصة لى.
 
 
z
 
10365928_775269805819589_8428762947391784157_n
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر