أكثر من 100 عام مرت، شهدت انحدار وصعود وهبوط وتغييرات جذرية على العملة المصرية المحلية، وفي حين يعتقد كثيرون أن أول عملة ورقية مصرية- بنكنوت- أصدرها البنك الأهلي المصري في 5 يناير سنة 1899م والتي كانت عبارة عن سند بقيمة جنيه مصري ذهبي واحد يتعهد محافظ البنك بدفعه لحامل السند عند طلبه.
ولكن الحقيقة كشفها عماد هلال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ومحقق للتراث في صفحة "تراث مصري" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وهي صفحة معنية بالبحث في التراث المصري القديم، وقال د.عماد إن أول عملة ورقية مصرية صدرت قبل ذلك التاريخ بخمس سنوات، وكانت سندًا مشابهًا، ولكنها لم تصدر عن بنك أو مؤسسة نقدية، وإنما أصدرها جوردون باشا حكمدار السودان أثناء قيام الثورة المهدية على الحكم المصري للسودان، وهي الثورة التي قادها محمد أحمد المتمهدي، وخلالها نجح محمد أحمد في السيطرة على أقاليم السودان واحدًا وراء الآخر، ثم أطبق الحصار على الخرطوم، وطال الحصار.
ونفدت الأموال الذهبية والفضية من خزينة الحكمدارية، ولم يجد غوردون باشا أموالًا لدفع مرتبات الجنود والموظفين، فأصدر سندات ورقية محددة القيمة، ممهورة بتوقيعه وختمه الشخصي، فإذا كان المبلغ كبيرًا زاد عليها ختم الحكمدارية الرسمي وينص في السند على أنه مقبول الدفع ويمكن لحامله أن يصرفه من خزينة الخرطوم أو القاهرة بعد ستة أشهر. وبالرغم من سقوط الخرطوم؛ إلا أن الحكومة المصرية التزمت بسداد تلك السندات لحامليها بعد استرداد السودان".