في البداية لا أقبل المناقشة في فكرة حرية الشواذ أو تقبل وجودهم في المجتمع وتلك الأفكار التي أرفض حتي الخوض فيها لكنني الآن اتناقش في فكرة الإعلان عن أنفسهم بكل هذه البجاحة وتستر البعض عليهم بكل هذه الجرأة في مجتمع إفتراضي يلهث نصف رجاله وراء ساق إمرأة ترتدي ”جيبة“ وتطالب نصف نساءه بالأمان من تحرشات الرجال في الأماكن سواء العامة أو الخاصة!
الآن تخرج مجموعة من النساء والفتيات ليرددن أن ما حدث في حفل مشروع ليلي حق لكل مريض نفسي أو شاذ بمزاجه للإعلان عن ميوله وهذا الصنف تحديدا هو ما تبحث عنه النساء اللاتي يتخيلن أن وجود هذه الأشكال في المجتمع سوف ينقذهن من تحرشات الرجال لأن هذه النوعية من أشباه الرجال لن تتحرش سوي بمساحيق التجميل أو ادوات نزع الشعر ومواعيد الكوافير والحمامات المغربية لتدليك الجسم!
مشروع ليلي كاسم فريق في حد ذاته يثير الكثير من التساؤلات لكني هنا لن الجأ لنظرية المؤامرة ولا افتراض وقائع تعد من الشبهات لأن ما هو متاح وموجود من وقائع تكفي لإعلان الحرب علي تلك الفئة التي تتمني إعلان وجودها وسط مجتمع من المراهقين الذين يتشكلون نفسيا وجسديا وعقليا وعندما يتابعون أحد أعضاء فرقة شهيرة تقدم وجبات غنائية محببة بموسيقي مختلفة وهو يعلن شذوذه بكل أريحية ويطالب بحقه في امتلاك جسد رجل ومشاعر وغرائز إمرأة فلهم كل الحق في الدفاع عن الفكرة لأنها ارتبطت بالابداع والحرية والشعارات التي تستخدمها أخطر أجهزة تدمير المجتمعات العربية من خلال الحروب الناعمة التي تخترق العقل والمشاعر دون قطرة دم واحدة.
أن تدخل في جدل أو مناقشة حول الحرام والحلال في الشذوذ من الأساس هو قمة الغباء لأن هذا الباب مغلق من الأساس والهدف من فتح هذه الملفات محاولات مستميتة لمواربة هذا الباب بكافة الطرق الشرعية وغير الشرعية.. ولهذا أتمني أن يعترف المدافعون عن حرية الشواذ بأنهم يطمعون هم أيضا في التحول لشواذ علي اعتبار أن طباخ السم ”بيدوقه“ ويعد هذا الاعتراف كافي لدعوتهم للعرض علي طبيب نفسي لأن هذه هي أول مرحلة يدخلها أصحاب قرار عمليات التحول الجنسي وهذه المعلومات علمية وليست من دماغي أو بسبب غيظي ممن ينادون بحرية أن يقبل رجل شفايف صديقة ولا أن تنظر إمرأة لساق صديقتها بشهوة!
بدلا من إعلان الحرب علي مشروع ليلي كفريق أتمني أن تجد وزارة الصحة طريقة لعلاج حامد سنو من الشذوذ سواء عن طبيب نفسي أو مصحة متخصصة في مثل هذه الأمراض النفسية التي تنشأ لعدة أسباب منذ الطفولة ولها مئات السبل للعلاج والتحسن ولو كانت متعلقة بخلل هرموني وهناك ضرورة طبية فلا اعتراض علي أن يجري عملية ليتحول لحميدة وتصبح غرائزه مبررة وقتها دون أن يلعب في منطقة ”ياواد .. يا بت“ التي لا أرحب بوجودها في مجتمعي!
في النهاية النقد حرية والثورة حرية والاعتراض حرية والعمل حرية والدين أيضا حرية لكن الشذوذ لن ولم يكن أبدا حرية لأنه قيد وأغلال تحول بينك وبين مجتمع يحترم الخالق الذي يهتز عرشه بسبب شعارات مرتعشة تطالب بتقبل ما هو غير منطقي ولا محبوب!