بعيدًا عن الأجواء المصطنعة في برامج اكتشاف المواهب، والتي تبني نتائجها على مصالح الترافيك والإعلانات والترويج التسويقي اكثر منها الاهتمام بصاحب الموهبة المكتشف، حتى وإن تمكن من أخذ شاور النجاح عقب "المرمغة" في وحل التصفيات والوصول إلى المرحلة النهائية والتتويج بلقب المسابقة أيًا كان مسماها، سيجد نفسه فجأة اختفى من بؤرة الضوء تلك وظل وحيدًا في مشواره الفني، وامامه خيارين، إما الحفاظ عليه، او فقدانه إن لم يجد من يتبناه أو يحنو عليه و"ينتجله".
وأبعد ما يكون عن غرور بعض الفنانين ممن يطلق عليه إعلاميًا "النجم فلان" و"الفنانة فلانة" ذات الصوت الذهبي و"الفزحلقي"، ممن ينظرون بمنتهى التكبر إلى أي موبهة صغيرة تريد أن ترتوي من نهل شهرتهم وخبرهم ف يالمجال الفني، ويعطونها نصيحة او دفعة أو حتى مجرد "لايف"، هنالك قلة "مندسة" من الفنانين ممن فهموا أن رسالتهم كنجم مشهور هو تسليط الضوء الجماهيري على أي صوت يجدونه ولو بمحض الصدفة يستحق الدعم إن وجدوا فيه الخامة المناسبة، مع بعض التوجيه والنصائح يمكن أن يصل إلى مستواهم مستقبلًا، ويقرروا تجسيد دور مكتشفي المواهب في تلك البرامج ولكن على أرض الواقع، وهذا ببساطة ما فعلته النجمة السورية ذات الجذور الأرمينية لينا شماميان.
فعبر فيديو قصير لم يتجاوز ثلاثة دقائق، نشرته مؤخرًا على السوشيال ميديا، ظهرت خلاله بتقديم موهبة صوتية لشابة سورية مقيمة في ألمانيا، وخطفت قلوب الحضور بتقديم أغنية كردية بمشاركة لينا، ولعل المفاجاة الأكبر كانت في كواليس ذلك الظهور التي اكتشفته "عين" من لينا شخصيًا، فالفتاة تدعى هيلان، قامت بإرسال رسالة بسيطة إلى لينا عبر الفيسبوك تقول فيها "بحبك جدًا ونفسي أغني معاكي"، وعلى الرغم من وجود عشرات الرسائل من تلك النوعية على حسابات النجوم ممن يترفعون عن الإجابة عليها والاكتفاء بـ"عمل سين"، فاجأتها لينا برد مباشر عليها مفاده "ابعتيلنا فيديو ليكي وانتي بتغني عشان نقيم صوتك"، ولم تتوقع هيلان ان تكون إجابة لينا "اجهزي عازمينك على حفلتنا في كولن"، وقد كان، لتكون المفاجأة الأكبر، هي دعوة شماميان لهيلان امام الحضور في منتصف حفلتها لمشاركتها خشبة المسرح، ومشاركتها الغناء.
وجدير بالذكر هنا، أن هذه اللقطة هي ما صودف وتم تصويرها بالموبايل من أحد الحضور، ولكنها ليست البادرة الأولي لشماميان، فقد بدأتها تحديدًا منتصف أغسطس الماضي، ضمن جولتها الغنائية في تونس، ومشاركتها الخاصة في مهرجاني قرطاج الدولي والحمامات الدولي، فقد استضافت خلال الحفلات اللايف موهبتين تونسيتين بعزف القانون، انضما لعازفيها الأساسييين هند وغوكسيل، بجانب ضيف موهبة بعزف البيانو، وشاركوا في الحفل بالكامل، وبعدها بيوم، قدمت حفل خاص في مدينة مكثر التونسية واستضافت خلالها مطربة صاعدة من تونس معها في الحفل.
وقررت لينا السير على درب المباردة خلال جولاتها الغنائية المقبلة في أنحاء أوروبا، وتعيد تكرار نفس الفكرة في حفلتها الأولى في مدينة شتوتجارت بالثامنة مساء غدٍ السبت، وتم اختيار موهبة موسيقية جديدة ضمن عشرات الفيديوهات التي أرسلها الجمهور لصفحتها على الفيسبوك، بعد فتحها الباب للجميع لعرض موهبته في فيديو مصور قصير، وسيتم اختيار أحدهم ويشاركها في الحفل اللايف، مجسدة نفس فكرة "التقديم لبرامج المواهب" في مراحها الأولى، إلا أنها تختصر الطريق بدون تصفيات و"حرقة دم" و"متاجرة وشو وإعلانات" وتختار من يستحق الدعم وتقدمه مباشرة للجمهور، وقالت لـ"عين": "مش بقوم بدور حكم على حدا، أنا بدعم اللي شايفاه يستاهل، وأتمنى إني اكون فرصة كويسة في مشوار أي صوت أو موهبة إنها تاخد حقها في النجاح".
لينا نجمة سورية ذات أصول أرمينية، تعد من أقدم وأشهر أيقونات الطرب السوري الأصيل في العالم العربي حاليًا، خطفت قلوب جمهور الموسيقى البديلة بأشهر أغنياتها "هالأسمر اللون"، التي التي حملت عنوان أول ألبوماتها منذ 11 سنة، وأكملت نجاحها بألبومها الثانى «شامات» بعده بعام، ومن ثم ألبوم «غزل البنات»، واختتمت سلسلة نجاحات مشوارها العام الماضى بأجدد مشاريعها «لونان».