تستمر الحكايات، ويبقى إبداع القدماء المصريين، هو وصلة الحضارة التى بنى عليها العديد من الأشياء التى ساهمت بشكل كبير فى حياتنا ومهامنا، ومنها اختراع الآلات الموسيقية التى بقت حتى وقتنا هذا، لتأتى آلة "مزاهر إيزيس" فى ترتيبها الثالث بعد اختراع آلتى الناى والقيثارة المصرية .
ورغم اهتمام الفراعنة باستخدام العديد من الآلات الموسيقية فى العبادات والتقرب إلى الآلة، وكان العزف مقتصراً فقط على الكنهة وداخل قصور الملوك، إلا أنهم أرادوا تقديس أجراس الفرح باستخدام آلاتهم فى حفلات الزفاف لتكون "مزاهر إيزيس" ومشتقاتها من الآلات الجرسية الفرعونية القديمة، هى الأولى فى استخدامها للإعلان عن حفل الزفاف .
"دقوا المزاهر يلاّ يا اهل البيت تعالوا.. جمع ووفق والله وصدقوا اللى قالوا"، هى واحدة من أشهر أغانى التراث التى تحدثت عن الزفاف، والتى بدأت بدق المزاهر، والتى ترتبط تسميتها بالربّة «إيزيس» واهبة الحياة والحركة، وهذا ما اتجه إليه علماء الحملة الفرنسية فى موسوعة «وصف مصر»، كون المزهر مسند الربّة إيزيس ويماثل وظيفتها الكونية فى إحداث الجلبة المنتظمة التى تهِب الحياة بتعقُل وتدب فيها النبض.
و«المزهر» آلة تُحدِث صليلة موسعًا بفعل اصطدام عناصر نحاسية فى تكوينها، ورُبما الأقرب إليها فى التخت الشرقى آلة «الرق»، ورُبما استخدمت فى عهود مفرطة فى القدم فى الصلصلة للتخفيف عن الوالدات اللاتى تُعانين آلام الولادة.