بالطبع كان لوصول العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ إلى النجومية الخالدة التى عاشها ومازال يعيشها حتى بعد رحيله، كثيرا من الجهد والمحطات والإخفاقات والنجاحات والمحاولات، لكن لا أحد ينكر أن إصابته بمرض البلهارسيا كان الدافع الأقوى إنسانيا فى تعاطف الجمهور معه والتفافهم حوله، ويبدو أن نفس المرض يهدد الآن نجومية النجمة شيرين عبد الوهاب، بعد أن تم تسريب فيديو من إحدى حفلاتها وهى ترد ممازحة إحدى معجباتها التى طلبت منها غناء أغنية مشربتش من نيلها، لتقول لها "هيجيلك بلهاريسيا"، الأمر الذى اعتبره البعض إهانة لمصر ولنهر النيل، لتقابل مزحة شيرين عبد الوهاب بسيل هجوم ضارى من جمهورها وجماهير مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة.
وللبلهارسيا قصة درسناها ونحن نحبو فى سنواتنا الدراسية الأولى، تقول إنها ديدان تستوطن فى مياه الترع والمصارف، تتم العدوى بمرض البلهارسيا عند نزول الإنسان إلى مياه الترع والمصارف "للرى أو للاغتسال" الملوثة بالسركاريا، حيث تنجذب إليه عن طريق الحرارة التى تشع من جسم الإنسان، ثم تخترق طبقة الجلد تاركة ذيلها خارج الجسم، ثم تنتقل مع تيار الدم حتى تصل إلى الأوردة الكبدية، وهذا تماما ما حدث فى حالة عبد الحليم حافظ التى تربى مع أبناء عمه على النزول والاستحمام فى مياه الترعة لتنقض داخل جسمه وتتسبب فى وفاته مع مرور الزمن.
لكن ما لم تكن شيرين دقيقة به أثناء حديثها أن البلهاريسيا لا تتم العدوى بها عن طريق شرب الماء الملوث بالسركاريا، حيث إنها إذا وصلت إلى المعدة فإنها تموت بفعل العصارات الهاضمة إلا فى حالة تمكن السركاريا من اختراق الأغشية المبطنة للفم والوصول إلى تيار الدم وهنا تحدث الإصابة.
كذلك فمع تطور العالم أصبح هذا المرض شبه منقرض، حيث ظهرت عدة علاجات لداء البلهارسيا خلال جرعة محددة وخلال فترة بسيطة. من أشهر أدوية البلهارسيا هو البرازيكوانتل، وفى مراحله الأولية يوجد علاج فعال للقضاء على البلهارسيا ويتوفر فى صورة حبوب أو شراب.