ليس دائما تكون الصورة الظاهرة هى التى تتجسد فيها الحقيقة واضحة، فقد اشتهر الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم فى السينما من خلال الأفلام التى قدمها بأدوار الكوميديا وخفة الظل، وظل صاحب الوجه المبتسم طوال حياته حتى فى أصعب اللحظات التى عاشها، والتى جعلته مقهورا يخفى بداخله العديد من الآلام النفسية، وهو ما أكده الراحل نفسه بالدموع عبر لقاء قديم له، تداوله جمهوره عبر مواقع التواصل الاجتماعى إحياء لذكراه.
وكشف عبد المنعم إبراهيم خلال هذا اللقاء عن الأزمة الكبيرة التى تعرض له، وكانت حافزا قويا لتقديمه الأدوار التراجيدية فيما بعد، وهى فقدانه لزوجته الأولى، حيث قال عبد المنعم إبراهيم "أخبرنى الطبيب المعالج لزوجتى الأولى أن أيامها فى الحياة معدودة وأنها ستموت بعد 6 شهور، ونزل الخبر عليه كالصاعقة حيث تعرض لصدمة كبيرة.. مشيرا إلى أنه كان يعانى من الألم والحزن طوال هذه الفترة التى لم ير فيها النوم وكانت فترة قاسية أعطته القوة فيما بعد لتقديم التراجيديا".
عبد المنعم إبراهيم
وعلق على عدم تقديمه فى السينما أدوارا بقيمة وقوة الأعمال التى قدمها فى المسرح قائلا "لا أنكر أننى وافقت على أدوار فى السينما لا تليق بى كرجل أكاديمى، بسبب المادة التى تلعب دورا خطيرا، وأضاف كل دور قدمته فى السينما أعتبره بطولة حتى لو كان مساحته صغيرة ولم تشغلنى فى البداية البطولة المطلقة لكن فى فترة معينة فرضت شروطى وطلبت البطولة المطلقة مثل غيرى".
السينما لها وضع آخر بالنسبة لى ومرت علىَّ فترة لم أستغلها اديت نفسى للفن وما بقولش لازم أكون بطل كل دور باخده بعتبره بطل سواء صغير أو كبير واعطنى هذا ثقل فنى أكثر.. وفى فترة توقفت وفرضت شروطى وقلقت لازم يتكتبلى أدوار زى اخواتنا الجداد.
وردا على من يعتبرهم أساتذة الكوميديا وقتها قال "ليس هناك أساتذة كوميديا هى موهبة خاصة داخل الإنسان وعملية اجتهادية لكن هناك نجوم كوميديا مميزين".
عبد المنعم إبراهيم
وأكد عبد المنعم إبراهيم خلال اللقاء أن عشقه للتمثيل لم يكن بالصدفة فقد نشأ على الفن حيث كان يصطحبه والده دائما إلى المسرح وعمره 9 سنوات لمشاهدة العديد من المسرحيات منها مسرحيات للكوميديان الراحل على الكسار، وبدأ مشواره مع الموسيقى من خلال الأنشطة المدرسية بالعزف على البيانو، وشاركت فى مسرحية وقتها بالمدرسة عن قناة السويس فى الإذاعة وحصلت على جايزة عن دورى بعنوان أئمة العلم والاختراع".