تمر اليوم الذكرى السادسة على رحيل الفنان الكبير عامر منيب، هذا المطرب الذى لم يختلف أحد يوما على أخلاقه وتواضعه ويده الممدودة للجميع.
تأثر الراحل عامر منيب بالنشأة فى منزل فنى عموده الفقرى هى الفنانة القديرة مارى منيب، وقد تأثر كثيرا بالمسرحيات والأفلام والكواليس التى عاشها فى سنواته الأولى معها بعدما كانت تصطحبه إلى هذه الأماكن، لكن وفاتها وهو فى سن السادسة من عمره حال دون استكماله لهذه المسيرة التى وضعها فى خياله.
عاش عامر منيب حياته واستكمل دراسته بعيدا عن الفن، وإن كان احتل الغناء مكانا كبيرا فى حياته وقلبه وتفكيره، لكن هذا لم يمنعه من أن يجتهد فى دراسته ليعين معيدا فى كليته وتأتيه فرصة للسفر لاستكمال دراسته والعمل فى أستراليا، وبالفعل قطع عامر منيب تذكرة السفر، وكان ذلك فى رمضان، وقرر أصدقاؤه أن يصحبوه إلى سحور خاص فى أحد الأماكن ليودعوا صديقهم الذى سيغيب لسنوات دون أن يروه، ويبدو أن القدر كان قد لعب لعبته فى حياة عامر مسبقا، حيث فوجئ وأصدقاؤه بوجود عدد من النجوم منهم نور الشريف وبوسى ومحمود ياسين وشهيرة، والموسيقار حلمى بكر، وألح عليه أصدقاؤه أن يغنى أمامهم، وبالفعل استجمع عامر قواه وغنى للموسيقار الراحل عبد الوهاب أغنيته الشهيرة الفن، ليتفاجأ النجوم بصوته وموهبته ويفاجئهم هو بأنه حفيد الفنانة القديرة الراحلة مارى منيب.
قرر الموسيقار الراحل حلمى بكر أن يدعمه، وتحدث إليه أنه موهوب وأن أمامه مستقبلا باهرا، فأخبره عامر أن سيسافر إلى أستراليا وأنه بالفعل قطع تذكرة السفر، فطلب منه حلمى بكر التراجع عن قراره، واقتنع عامر منيب وقطع تذكرة السفر، التى كانت سببا فى نجوميته ودخوله عالم الفن.
أما تذكرة السفر الثانية التى تسببت فى رحيله، فتعود قصتها لعام 2011، بعدما دخل عامر منيب إلى مستشفى دار الفؤاد بعدما عاودته آلام مرض السرطان، حيث كان قد أصيب بسرطان القولون وسافر إلى ألمانيا ليستئصل الورم، وبعدها عاد إلى القاهرة لتتحسن حالته وكأنها صحوة الموت، فما لبث أن عادت إليه الآلام وتفشى الورم فى معدته، وكان شقيقه جمال قد اتفق من الطبيب الألمانى المعالج له أن يحضر إلى القاهرة ليتابع حالته، ولكن بسبب الأحداث والظروف التى كانت تشهدها مصر وقتها رفض الطبيب المعالج الحضور إلى القاهرة، وطلب من شقيقه أن يحجز له أول تذكرة سفر إلى ألمانيا، وبالفعل هم جمال منيب بعمل ترتيبات السفر إلى أن القدر كان أسرع، فقد توفى عامر قبل أن يمسك بتذكرة سفره الأخيرة ويسافر بها، ليترك خلفه إرثا عظيما من حب الناس وحسن الذكرى والفن الراقى أيضا.