مهندس الرى الدنجوان فى "دعاء الكروان"، وإبراهيم المناضل فى "فى بيتنا رجل" وغيرها من الأدوار الفنية التى خُلدت فى ذاكرة السينما المصرية بأسماء نجوم كبار، برعوا فى أداء أدوارهم، لكن حتى الأدوار الفنية قسمة ونصيب، وهذا ما سوف تتأكد منه عندما تعرف الترشيح الأول لشخصيات فنية شهيرة ارتبطنا بها جميعا حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من ذاكرتنا الفنية.
كان لظهور وحش الشاشة فريد شوقى طابعا مختلفاً فى فيلم "باب الحديد" الذى أخرجه الراحل يوسف شاهين، حيث توقع الجميع أن يظهر فريد شوقى بدور الفتوة كما كان معتادا، لكنه ظهر "شيال" فى محطة مصر امتلك قلب الحسناء الجميلة "هنومه" التى قامت بتجسيد شخصيتها الفنانة هند رستم.
وعلى الرغم من أن الدور قدم وحش الشاشة فى شكل جديد، إلا انه لم يكن الترشيح الأول للمخرج، حيث فكر يوسف شاهين بداية الأمر فى "محمود مرسي" الذى كان وجها جديداً على السينما فى تلك الفترة، لكنه لم يكن جديدا على الإعلام حيث كان مذيعا فى محطة البى بى سي، وعمل أيضا فى البرنامج الثانى بالإذاعة المصرية، ثم مدرساً للتمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية، كلها أمور جذبت له عين المخرج يوسف شاهين فعرض عليه الدور لكنه رفض بسبب 50 جنيه.
حيث عرض عليه المنتج أجر 50 جنيه فقط، وهو المبلغ الذى اعتبره محمود مرسى قليل جدا، فلم يقبل أن يكون أجره أقل من أجر نجمة الفيلم هند رستم، وهو الأمر الذى رفضه منتج الفيلم لأن محمود مرسى لم يكن وجها سينمائيا معروفا فى تلك الفترة، ليذهب الدور بنفس الأجر لفريد شوقي.
مهندس الري الدنجوان في "دعاء الكروان"
مهندس الرى زير النساء الذى أوقع هنادى فى حبال غرامه فدفعت حياتها نتيجة لخطيئتها معه، أو أحمد مظهر الذى أقسمت أمنه أو فاتن حمامة على الانتقام منه ثأراً لأختها.
لا يعرف الكثيرين أن هذا الدور كان من المفترض أن يقوم به النجم كمال الشناوي، حيث قام المخرج هنرى بركات بترشيحه للقيام بالدور فى بداية التحضير للفيلم عام 1958، وبالفعل وافق الشناوى على أداء الدور، حيث أعجب بالسيناريو عندما قرأه وحصل على العربون ، ثم طلب بعض التغييرات الضرورية فى الشخصية، لكنه انشغل بدور عباس فى فيلم "المرأة المجهولة" أمام النجمة شادية، ليفاجئ بالصحف تنشر خبرا عن قيام أحمد مظهر بالدور فالتزم الصمت ولم يحاول معرفة سبب استبعاده.
كانت شخصية إبراهيم حمدى المناضل الثورى التى قام بها النجم عمر الشريف فى فيلم "فى بيتنا رجل" واحدة من أروع الشخصيات التى أداها النجم العالمى وخلدت اسمه فى تاريخ السينما المصرية، لكن الشريف لم يكن هو الترشيح الأول لها، فلقد فكر مؤلف العمل الكاتب إحسان عبد القدوس فى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ليكون هذا العمل أول فيلم يقدمه العندليب دون أن يغنى فيه، وبالفعل تحمس عبد الحليم للأمر كثيراً واعتبرها تحدى كبير، لكن منتج العمل الموسيقار محمد عبد الوهاب رفض الفكرة لما فيها من رهان كبير قد يعرضه للخسارة المادية، وبرغم تحمس حليم وإحسان إلا أن عبد الوهاب هو من انتصر فى النهاية ليذهب الدور لعمر الشريف.
المرأة المجهولة
كان دور الزوجة الخائنة فى "المرأة المجهولة" نقلة نوعية فى مشوار الفنانة شادية السينمائي، حيث اعتبره النقاد محطة مهمة فى تاريخها، لكن هل تعلم أن هند رستم كانت هى المرشحة الأولى للعمل، حيث رفض مخرج العمل محمود ذو الفقار إسناد الدر لها، مرشحا شادية التى كانت بعيدة تماما عن أذهان الجميع وهو الترشيح الذى قوبل بالرفض من باقى فريق العمل، إلا أن ذو الفقار تمسك بها إيمانا بموهبتها، ليسانده المنتج حسن رمزى فى ترشيحه، ونجحت شاديه فى أداء الدور وأشاد بها النقاد وتخطت إيرادات الفيلم فى الاتحاد السوفيتى المليون جنيه، فى حين أن المنتج باعه للوكلاء هناك بـ3 آلاف جنيه فقط!!