من حيث لا يدرى أحد، تفاجأ الجميع بتربع هاشتاج "الزقازيق نقطة بيضا" على عرش التريندات الأكثر تداولًا منذ صباح اليوم على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، وكعادة المصريين، بدأ "الهرى" و"التأليف" ونشر التوقعات المختلفة حول ماهية الهاشتاج ومعناه، وما السر وراء انتشاره السريع، ولعل السبب الرئيسى فى شهرته يكمن فى كلمتى "نقطة بيضا"، وعلاقتها المباشرة بفرقة كايروكى.
توقيت انطلاق التريند وما تبعه من زلزال لتخمينات كان مناسبًا، خاصة مع صعود كايروكى تلقائيًّا خلال اليومين الماضيين على عرش حديث جمهور المزيكا فى مصر، بعد إلغاء حفلتها الكبرى التى كانت من المقرر تقديمها فى كايرو فستيفال سيتى مساء الجمعة الماضى، وتمكنت خلالها الفرقة من بيع جميع تذاكرها قبل موعدها حتى بثلاثة أيام، بحاجز تخطى الـ22 ألف شخص، وخاضت فيها تجربة تقديم أول حفلة غنائية رسمية تقدمها فرقة موسيقية بنفسها من حيث التنظيم والإنتاج، إلا أنه تم إلغاؤها بدواعٍ أمنية دون إبداء أية أسباب قبل موعدها بـ24 ساعة، مما جعل كايروكى تعود مجددًا إلى "السيرة اللى على كل لسان" خاصة بعد الهوجة التى نالتها عقب النجاح الجماهيري غير المسبوق في المجال الموسيقى الذى رافق إطلاق ألبومها الجديد "نقطة بيضا" وكسر حاجز الـ100 مليون مشاهدة على اليوتيوب.
فمن البديهى عند ذكر أى هاشتاج "مبهم" له علاقة بـ"كايروكى" في هذا التوقيت، سرعان ما يركب التريند، فما بالك إذا كانت معظم التخمينات تدور في فلك "كليب جديد للفرقة فى الزقازيق" أو "جزء من تصوير فيلمها الجديد"، الذي أعلنت عنه كايروكي مؤخرًا بمشاركتها للمرة الأولى في بطولة فيلم سينمائي للمنتج هاني أسامة، وزادت نسبة تأكيد هذاالتوقع بعد نشر فيديو إعلانى قصير تحت مسمى الهاشتاج "الزقازيق نقطة بيضا"، مستخدمًا نفس عنوان "أغنية كايروكى" الأولى في الألبوم الأخير، مع مقتطفات من موسيقى الأغنية نفسها في كليب لم يتعد الـ30 ثانية، لكن "عين" توصل إلى كواليس الهاشتاج، وسر علاقته غير المباشرة مع كايروكي.
"نقدر نلخصها بفكرة مبادرة شبابية جديدة، ليها علاقة بتحقيق الأحلام وإنك كل واحد يكون مختلف".. هكذا لخص أحمد بدران، مدير شركة "تريجر" للتسويق المتبنية اللهو الخفى وراء انطلاق "الهاشتاج"، الذى جاء ضمن حملة تسويقية جديدة تسير على نهج "تحميس الشباب"، ومحاولة تقديم "نماذج إيجابية" للأجيال الصاعدة حول ماهية الإصرار على الحياة وتحقيق الأحلام وعدم الالتفاء لسلبيات الواقع والمجتمع، بوحي مباشر جاء م نفرقة كايروكي، التي تعتبر فى الوقت الحالى بمثابة قدوة لقاعدة جماهيرية لا يستهان بها من الجيل الجديد، ممن يجدون فيها "معبرة عن آرائهم" خاصة السياسية والاجتماعية، وجا تركيز الحملة على كوبليه مؤثر من أغنية كايروكى الرئيسية "نقطة بيضا وسط سواد إنسان بينادي جماد".
ومن هذه النقطة البيضا، تم بناء فكرة المبادرة، المعتمدة على محاولة زرع بذرة الإصرار داخل نفوس الشباب للتركيز على النقطة البيضاء فى داخلهم وسط سواد الواقع والنفسية المدمرة واللبية المجتمعية، نقطة بيضاء تتمثل فى حلم أو فكرة أو طموح مدفون تحت طبقات متراكمة من طين الاستسلام والطاقة السلبية، تم تجسيدها في شكل "كليب إعلاني قصير"، تم تصويره في شوارع الزقازيق ضمن فرع الشركة هناك، يعتمد على إبراز نماذج شبابية ناجحة حققت ذاتها فى سن صغير لم يتعد الثلاثين، دون الاتكال على فكرة "الكلام أو رغى الشخصيات"، والاكتفاء فقط باستعراضها بشكل صامت مع لمحات من الموسيقى، وسيتم إطلاق الجزء الرسمى من المبادرة فى شكل كليب كامل نهاية الأسبوع الجارى.
