أطلق عليها "ذات الريشتين" لما تتمتع به من وضوح الصوت وثباته، وأيضا لما يتم من ضبط جميع آلات الأوركسترا نغماتها على تلك الآلة الخشبية ذات الريشة المزدوجة، والتى تعد من آلات النفخ، وتُصنع عادة من خشب الأبنوس، وقد تُصنع من المعدن، وبخاصة ما يستخدم منها فى الموسيقى العسكرية، أنبوبتها مخروطية الشكل تحتوى على ستة ثقوب وعدة مفاتيح، يتطلب أسلوب النفخ فيها سيطرة كافية من العازف.
ابوا
تعود أصول آلة "الأوبوا" إلى آلات نفخ قديمة جدا وجدت فى آسيا وفى بلاد حوض البحر المتوسط كالشوم والمزمار العربى والآولوس الإغريقى، ولعل اللفظ الإنجليزى «أوبوى»، والإيطالى «أوبُوِ»، والفرنسى «أوبوا» جاء من التهجئة الأصلية للاسم الفرنسى القديم هوبوا أى «الخشب العالى الصوت».
عرفت الأوبوا فى منتصف القرن السابع عشر في أوروبا وظهرت فى بلاط الملك لويس الرابع عشر واستخدمها كامبير (1628- 1677) أول مرة فى أوبرا «بومون» عام 1671، ثم انتشرت بسرعة فى جميع أنحاء أوروبا، وتحسنت صناعتها إبان القرن التاسع عشر فى تحديث المفاتيح وأصول تصبيعها.
تتألف أسرة الأوبوا فى الأوركسترا من أربع آلات رئيسية هى: الأوبوا، والقرن الإنجليزى والباسّون أو الفاغوتّو، والباسّون الخفيض الإنجليزى هو أوبوا من طبقة صوتية أقل حدة وأصوله قرن الصيد، استخدمه باخ فى كثير من مؤلفاته الموسيقية. أما الباسّون فينخفض عن الأوبوا بديوانين. ويقول ريمسكى كورساكوفعنه: «إنه هَرمٌ وماكر فى السلالم الكبيرة، ومتألم وحزين في الصغيرة منها». ويلقبه البعض بمضحك الآلات لمزاياه الخاصة فى الأصوات المنخفضة والمتقطعة كما فى الرقصة الصينية من باليه «كسّارة البندق» لتشايكوفسكى.
في منتصف القرن السابع عشر، اخترع الموسيقيون الفرنسيون جاك هوتيتر، وميشيل فيلودور، آلة الأوبوا عن طريق تعديل آلة الشوم التي كان صوتها أعلى، لتتناسب مع العزف داخل البلاط الملكى مع آلات وترية أخرى، وظلت تتطور الآلة حتى وصلت إلى شكلها الحالى.
وفى عام 1671، استخدمها كامبير، في أوبرا بومون، في باريس، ووصفت أوبرا بومون أنها أول أوبرا فرنسية تظهر فى ذلك الوقت، ومع نهاية القرن السابع عشر، انتشرت الآلة فى أنحاء أوروبا، وأصبحت الأوبوا هى آلة النفخ الرئيسية في الأوركسترا، وفي عام 1730، ظهرت نسخة أخرى من الأوبوا، وسميت أوبوا الحب.
عبد الحليم يعزف على الأوبوا فيلم دليلة
استخدمها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فى فيلم "شارع الحب"، حيث بدأ مواله بالعزف على آلة الأوبوا، حيث بدأ حليم مشواره الفنى كعازف لآلة الأوبوا، فى 1950، من خلال انضمامه لفرقة الإذاعة الموسيقية، وهناك اكتشف موهبته فى الغناء الإذاعى حافظ عبد الوهاب، الذي جعل عبد الحليم يستخدم اسم حافظ بدلا من شبانة، ليصبح "عبد الحليم حافظ"، وعندها بدأ حليم الغناء بالإذاعة فى 1951، وترك عزف الأوبوا.