وهى من أقدم الآلات الموسيقيّة التى صنعها الإنسان، وهى من الآلات الشرقيّة، تتشابه كثيرا مع آلة اللوت الأوروبى، حيث أنحدر الثنائى من أصل واحد واختلف كل منهما وفقًا لعادات وتقاليد المجتمعات، يعتقد أن أصلهما هو آلة الباربات، ويعد السائد فى قائمة الآلات الوترية.
"العود".. هو آلة وترية كمثرية الشكل، وتتكون من الصندوق المصوت ويسمى أيضًا القصعة أو ظهر العود، والصدر أو الوجه الذى تفتح فيه فتحات تسمى قمرية لتساعد على زيادة رنين الصوت وقوته، والفرس ويستخدم لربط الأوتار قرب مضرب الريشة، الرقبة أو زند العود وهى المكان الذى يضغط عليه العازف على الأوتار، الأنف أو العضمة وتوضع فى رأس زند العود من جهة المفاتيح لإسناد الأوتار عليها ورفعها عن الزند، والمفاتيح أو الملاوى وعددها 12 مفتاحا وتستخدم لشد أوتار العود، والأوتار وهى خمس أوتار مزدوجة ويمكن ربط وتر سادس إلى العود، والريشة التى تستعمل فى العزف هى التى تساعد على الرنين وهى أيضا أساس العود وبدونها لا يمكن صدور أى صوت.
ويرجع تاريخ آلة العود إلى 5 آلاف عام، حيث وجد الباحثون أقدم أثر يدل على آلة العود، فى شمال سوريا وجدت نقوش حجرية تمثل نساء يعزفن على آلة العود، واشتهر العود فى التاريخ القديم والمعاصر وأبدع العديد من الصناع فى صنع آلة العود ومنها الدمشقى والبغدادى والمصرى وغيرها.
وله العديد من الألقاب التى لقب بها مثل "سلطان الآلات ومجلب المسرات" ويكفى أن ننوه بتفوقه وسيطرته على جميع الآلات الشرقية على العموم والعربية على الخصوص حتى أنه تخطى الأمم الشرقية وانتقل إلى الأندلس بانتقال العرب إليها وتعداها إلى أوربا وانتقل اسمه معه ولازمه فى كل مراحل تطوره ويطلق عليه بالإنكليزية اسم "lute" .
وقد غزا العود قصور الملوك والأمراء فى كل من ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا واسبانيا بعد أن أضافوا إليه الدساتين، التى يخلو منها العود الشرقى فى الوقت الحالى.
وقد قام المؤلفون الموسيقيون بوضع قطع موسيقية لآلة العود وطبعت فى ايطاليا لأول مرة فى عام 1507 م وفى انكلترا عام 1574 م.و كان من جملة الموسيقيين الذين وضعوا قطعا للعود جان سيبستيان باخ وهاندل وقد اختفى العود من الاستعمال الأوربى بعد انتشار الجيتار والبيانو. وهناك مشاهد أثرية كثيرة جدًا للعود فى مختلف البلدان الأوربية تعود لفترات مختلفة.
ومن أشهر عازفى تلك الآلة الفنان "فريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب، رياض السنباطى، وسيد مكاوى، ورابح صقر، وطلال مداح، ومحمد القصبجى، ومرسال خليفة".
