وقت أن صُرعت "هنادى" فى ذاك الفضاء العريض، على يد "خالها"، كان الكروان يرجع صوته، بينما انهارت شقيقتها "آمنة" ودخلت فى نوبة حزن وإغماء، وما أن أفاقت من نوبتها ورأت أهل قريتها الذين أشاروا إلى خروجهم من ديارهم، يبكون عليها وعلى شقيقتها، حتى صرخت فى وجوههم: "ليه ما بكيتوا علينا زمان.. ليه ما بكيتوا علينا زمان".. قالتها "آمنة" بعد أن احترق قلبها على فراق "هنادى".
محمد فريد فنان تعرفه كل الأجيال هو "صبى العالمة" فى المسلسل الأشهر "ليالى الحلمية"، و"الغفير" فى "أنا وإنت وبابا فى المشمش"، وشخصيات أخرى متنوعة قدمها فى كل أعماله التراثية الخالدة فى الدراما العربية مثل "رحلة أبو العلا البشرى" و"غوايش" و"ساكن قصادى" و"الشهد والدموع"، لكن ما أصاب جيله أصابه، أصبح يظهر على استحياء فى الأعمال الدرامية رغم زخم الإنتاج السنوى، نسوه بحجة تغيير قواعد السوق وصعود أجيال أكثرهم بلا موهبة ولا علم.. أين نصيب محمد فريد من الدراما؟.. لا أذكر أن الرجل أو أحدا من جيله نال تكريما مشرفا.. كل شىء وأى شىء يذهب إلى أصحاب المقام الرفيع فى الفن (أضواء، مجد، أموال، شهرة، تكريم).. ابحثوا عن محمد فريد يا أهل الله!.