يبدو أن مزحة "كدبة إبريل" لم تعد مجرد هزار بالنسبة لعشاق الأندرجراوند والمزيكا البديلة فى تونس، ممن اعتادوا رى عطشهم للموسيقى المستقلة كل سنة خلال شهر إبريل بالغوص فى ملكوت "أيام قرطاج الموسيقية"، أحد أكبر التجارب الكرنفالية بالعالم العربى المختصة بتقديم نماذج موسيقية من مختلف ربوع القارة السمراء والشرق الأوسط للمستمع التونسى عبر أسبوع احتفالى تتخطى فيه الحفلات حاجز "الدستتين".
المهرجان الأقوى من نوعه فى تونس الخضراء، من حيث ارتكازه بالأساس على اقتحام دهاليز عوالم موسيقى الأندرجراوند بجمع تجارب عديدة للفرق الغنائية المستقلة والفنانين لاستعراض مواهبهم أمام آلاف الحضور من الجمهور المتذوق للمزيكا كل سنة، حقق نجاحًا جماهيريًا واسع المدى فى نسخته الرابعة العام الماضي، بضمه أكثر من 30 حفلا على مدار 8 أيام، بما لا يقل عن حفلتين إلى أربعة يوميًا، مزجت بين روح المزيكا التونسية والمغاربية مع لمسات مصرية، يبدو أن النسخة الخامسة التى كان من المقرر إقامتها هذا العام أصبح يطاردها شبح الإلغاء، بعد تأجيل المهرجان لشهر أكتوبر، دون إبداء أية أسباب تفسيرية للتأجيل، بعد تكتم اللجنة التنظيمية لإعلان أية تفاصيل عن الدورة الجديدة، وحتى لم يتم نشر أى "بوست" جديد على الصفحة الرسمية على مواقع التواصل التى تم حذفها، أو حتى موقع المهرجان الرسمى منذ النسخة الماضية، تدل ولو من بعيد على نية عودة الكرنفال لهذا العام من الأساس وليس تأجيله.
وتأتى هذه التكهنات العدة حول الإلغاء والتأجيل بالتزامن مع إعلان مهرجان قرطاج الدولى عودته هذا العام بعد فتح باب التقديم رسميًا للفرق والفنانين مطلع مارس المقبل، والمقرر إقامته فى موعده خلال شهر أغسطس، بالتزامن أيضًا مع مهرجان الحمامات الدولي، فى حين ظهر ذلك الشبح فقط لمهرجان "أيام قرطاج الموسيقية"، والذى على ما يبدو أن التأجيل سيطول وربما للعام المقبل، فمن الطبيعى لمثل نوعية هذه المهرجانات أن يتم فتح باب التقديم وبدء العمل رسميًا على الموسم الجديد قبلها على الأقل بستة أشهر، فعلى سبيل المثال تم تحديد موعد النسخة الجديدة من مهرجان فيزا فور ميوزيك، أكبر مهرجانات المزيكا البديلة بالمغرب فى نوفمبر المقبل، فى نفس موعد النسخة الماضية، وتم بدء العمل رسميًا على التجهيزات واستقبال المرشحين قبل حتى موعد بعشرة شهور.
وحازت النسخة الرابعة لعام 2017 نصيب الأسد من ردود الفعل الجماهيرية الإيجابية، بمنافسة رسمية جمعت دستة فرق، إلى جانب العروض الموسيقية على هامش المهرجان، افتتحتها المطربة التونسية روضة عبد الله، وضمت عددًا من أبرز التجارب في الداخل التونسي، مثل الثنائي يوما، وفرقة الميتال ميراث، وفرقة نواثر والموسيقي نور حركاتي وإيتما، إضافة إلى التجارب المغربية لفرقة أيوا والموسيقي هشام التلمودي، وإيما لامادجي من أفريقيا الوسطى، مع مشاركة مصرية مميزة لفرقة هوس، وإطلالة خاطفة للمطربة فيروز كراوية.