"كل ما ييجى هالخريف بينقز قلبى بيفيق، لكن رغم الوجع اللى كان بنطر ورقه متل رفيق".. بكلمات مثل هذه امتزجت بجرعات مركزة من الوجع لجرح مضى، واشتياق لمن رحل، ووحدة تخطف نواثر روحها تدريجيًا، مع آهات زلزلت كيان من تؤديها حتى تجسدت فى إحساس صوتها، لم تجد ونيسًا يؤنس وحدتها المتجسدة فى تلك الكلمات سوى دقات أصابع بيانو تزامنت إيقاعاتها مع كل دقة قلب تتسارع مع كل صرخة مكتومة، تلك الحالة التى جسدتها رندا سليمان فى أولى أغانيها المنفردة "الخريف".
أغنية قصيرة لم تتخط دقائق ثلاث مثلت أولى خطوات مشوار الألف ميل بالنسبة إلى رندا، بذرة صوت يافع ينمو تدريجيًا من أرض فلسطين، مطربة وكاتبة أغانى وملحنة وعازفة بيانو وجيتار، اكتشفت شغفها بالموسيقى بالصدفة، ووجدت نفسها غرقت فى بحر عشقها تلقائيًا، تحول الأمر من مجرد دندنة فى لحظات فراغ إلى حلم الانطلاق فى مشروع موسيقى مستقل، جسدت رؤيتها للحياة فى كلمات بسيطة ترددها كخواطر من حين لآخر، وتتبعها على الفور بألحانها على البيانو، دون أن تدرى من أين جاءت تلك القدرة العجيبة على التلحين والعزف.
اختارت أن تكون أغنية "الخريف" هى أولى بشائر حلمها التى تظهر للنور وتختبر بها ردود فعل من حولها حول صوتها وأدائها، وتكمل تعمقها فى دهاليز المزيكا بدراستها إياها فى كلية صفد، وبمشاركات خاطفة فى بعض الحفلات والإطلالات الجماهيرية منها مشاركتها فى فرقة "دوزنلى"، وتستعد لوضع حجر أساس البروجكت الموسيقى الخاص بها خلال العام الجارى، بعد انتهائها من كتابة وتلحين أكثر من نصف دستة أغانى، خريف تبدأ به رحلتها فى ربيع مشوارها الغنائى.