من منا لم تهتز أضلعه ويرتجف قلبه، وتعتصر مشاهده ألما وحزنا على الحال الذى وصلت إليه الحبيبة سوريا؟، من منا لم يبكى حسرة على هذه الحضارة وهذا التاريخ الذى يقصف ويضرب به عرض الحائط؟، قصة حياة أصبحت على الهاوية، سوريا تتألم وتصرخ، والقصف لا يعرف رحمة ولا يراعى إنسانية، ولا يفرق بين عادٍ ومعتدى، بين ظالم ومظلوم، بين إرهابى وأعزل، كل شئ يقصف بسبب الإرهاب الذى عرف طريقه للأراضى السورية البريئة منه والتى ترفضه.
إذا تحدثنا عن سوريا سنكتب مجلدات، سنكتب عن رائحة الأرض، عن عطر الصباح الدمشقي، عن الفن، عن الموشحات، عن الوحدة العربية، اللغة العربية، عن القدود الحلبية، عن الكثير والكثير، فعلى الرغم من صعوبة مشاهد القصف ووروعة نتائجها، فإننا لا نتذكر من سوريا سوى وجهها الجميل، ومظهرها الأنيق، لن نتحدث عن سوريا إلا برائحتها العطرة، ومقاومتها الشجاعة، وأهلها الطيبين، وخبزها الطازج، نعم! نغنى كثير من النجوم بآلام سوريا ودموعها، ونقلت أصالة إحساس من يشتاقون لأرضهم فى ليالى الغربة الحزينة، لكننا لن نتحدث اليوم بألم عن سوريا، سنتغنى باسمها بأغانى غناها نجومنا لسوريا العظيمة قبل أن تعيش ما تعيشه الآن، وتواجه ما تواجهه الآن بكل بسالة، غنوا باسمها وخلدوا حكاياتها ومجدها وروعتها.. فلنغض آذاننا عن أصوات القنابل والقصف والمفرقعات، ونستمع إلى سوريا، فقط سوريا..