"أنا مصري وأبويا مصري لسماري ولوني مصري وكل مصري الله عليه.. كل مصري الله عليه"، بهذه الكلمات خطفت النجمة اللبنانية نانسى عجرم قلوب المصريين وبدأت رحلتها في محبتهم لها وحبها لهم ولفنهم ولجدعنتهم، لسنوات تربعت هذه الأغنية على عرش الأغانى التى غناها نجوم عرب لمصر، تأتى أغنية جديدة فتأخذ وقتها وتظل أنا مصرى فى القمة.
لكن يبدو أن هذا الكلام سيتغير كثيرا بعد أن طرحت النجمة اللبنانية الاستثنائية هبة طوجي أغنيتها الجديدة سلم على مصر؛ ليس لأن لحنها الذى وضعه أسامة الرحبانى قريب من القلب والروح المصرية، لكن لأن كلماتها التى كتبها الشاعر الغنائى نادر عبد الله، الذى سنتحدث عنه الآن، جامعة وشاملة ومانعة وكل شىء.
جسد نادر عبد الله من خلال كلمات الأغنية تفاصيل صغيرة لم يتمكن أحد من وصفها بهذه الحرفية وهذه المشاعر، مشاعر تمس القلب وتجعلك كمصرى تشتاق إلى مصر كما تشتاق هبة طوجى، تشتاق لما تناسيته بسبب زحمة الحياة وكثرة الارتباطات، تستذكر عظمة هذا البلد الذى تنتمى إليه ويعشق ترابه كل من قرأ التاريخ أو استمع إليه ممن سبقوه.
يبدأ نادر عبد الله أغنيته بكلمات بسيطة تلمس مشاعرك وتلخص جمال هذا البلد فيقول: سَلِّم عَلى مَصر شَـارِع شَـارِع، عِـنوَان عِـنوَان، سَلِّم عَلى مَصر وَاحِـد واحِـد، بِــالاسـم كَـمَان، مَصر العِـشَـرِيَّـة المِـضـيَافَة، ووجُودها فِي الدُّنيا إِضَـافَة، هِيَّ الحِكَايَات المِـتشَافَة اللِي بَقَالها زَمَان.
ثم ينتقل بك سريعا إلى فنها وروعته ورموزه، فيذكرك بأغانى الست أم كلثوم التى وصلت للعالم العربى من المحيط للخليج فيقول:
لِأغَـانِي السِّـت اللِي عَليها حَـبِّـيِت وِاِتحَبِّـيِت، مَصر اللِي أنَا رُوحي ترُوح لِيها، وزَمَـان كَـان ليَّا حَـبِـيب فِيها، سَلِّم عَلى اِبن النِّيل الأسمَر أَبُو ضِحكَة جنَان".
ويستمر غزله فى مصر وأهلها ومواصفاتها وشوارعها إلى أن يصل لطقوسها الخاصة التى لا تجدها فى أى مكان فى العالم غيرها، ويتحدث قائلا: "سَـلِّم عَ الـبَـلَـد اللِي بـتِـيجِـي دَايــمـاً عَ الـبَـال، في حَبِيبتِي يَا مَصر بصُوت شَاديَة لَمَّا بتِتقَال، وِ فـ وَحَوِي يَا وَحَوِي اللِي بنِرجَع وَيَّاها عـيَال، في أَنَا لَك عَلطُول وَقت أمَّا حَليم غَنَّاها لِإيمَان".
ويعود مجددا لرموزها ويتذكر اسم شاهين والعقاد ورياض السنباطى وطه حسين وسيد درويش وسعاد حسنى ومحمد عبد الوهاب.
ولا ينسى نادر أغلى أرض فى بلده وهى أرض سينا التى لديها مكانة خاصة فى قلوب أهل وطنه ويقول: عَلى رَمـلِة سِـيِنَا،،فَـاكرِين لَيَاليِنَا،، للـذّكرى كَــاتـبِـين أَسَامِـينَـا عَلى كُـلّ مَـكَـان".
ثم يختتم الموهوب والمحب لبلاده نادر عبد الله أغنيته ليذكر الجميع بالعروبة ورمزية مصر لدى كل البلاد العربية وخاصة لبنان فيقول: " سَلِّم عَليَ مَصر شَـارِع شَـارِع، عِـنوَان عِـنوَان.
سَلِّم عَلى مَصر وَاحِـد واحِـد، بِــالاسـم كَـمَان، تِيجِي مَرَّة لـ مَصر هَتِيجِي تَانِي، ووَصِـيِّــة جِــــدِّي الرَّحــبَاني، أقـسِـم نُـصِّين قَـلبِي مَـا بِـينهَا ومَا بِـين لـِبنان".