يتزامن اليوم الـ29 من أبريل مع اليوم العالمى للرقص الذى يحتفى به العالم اليوم وينظر إليه محبيه باعتباره من أهم وسائل الترفيه، التى تجعل الإنسان يعيش فى عالم خاص به حينما يمارس بجسده كل أنواعه.
ولكننا قررنا خلال اليوم العالمى للرقص إلى التعرض للجانب الآخر منه، بعيدًا عن أهم النجوم الذين نعملهم ونعشقهم بالحديث عن واحدة من أهم رواده، وإن لم تطل برقصاتها على شاشات التلفزيون أو السينما نظرًا لأنها سبقت هذا العصر.
شفيقة القبطية بزغ نجمها فى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، بعدما تتلمذت على يد الراقصة شوق التى رقصت بحفل افتتاح قناة السويس أمام الخديوى.
وبعدما تعلمت على يدى شوق فتنت الجميع بجمالها وبراعتها حتى صارت خليفة أستاذتها وتفوقت عليها فى الثراء لتسافر إلى باريس فيما بعد وتعرض هناك فنها خلال معرض دولى لفتت فيه الأنظار لتلقب بالراقصة العالمية وتعود من هناك إلى مصر ترتدى أحدث أنواع الموضة لتتفوق على الأميرات.
شفيقة لم تتفوق عند ذلك وإنما امتدت الثروة إلى موكبها الضخم، الذى صار يغضب الأمراء من شدته، وهو الأمر الذى دفع الخديوى وقتها بناء على شكوى من الأمير حسين كمال تحديدا لإصدار قرار يقصر فيه استخدام البهو الخاص به، والذى يزين عرباتهم فى الشارع على الأمراء والملوك فقط أثناء سيرهم.
شفيقة القبطية استمرت فى الثراء حتى يروى أنها كانت تسقى خيولها شمبانيا، وتزين أقدامها بالمجوهرات، كل ذلك بجانب وقوع الأمراء تحت أقدامها وأهم الأغنياء طالبين الرضا من سيدة امتنعت عن الجميع.
كما يروى لشخصيتها القوية التى أكسبتها هيبة كبيرة لم تنقذها من القدر الذى خبأ لها نهاية مأساوية حيث تبنت شاب لعدم قدرتها على الإنجاب ولم تتردد فى رفض طلب له حتى أفسده التدليل وأدمن ورغم محاولاتها فى إصلاحه بزواجه وإقامة فرح 6 ليالى له أطعمت فيه الجميع، إلا أنه توفى بسبب الإدمان.
موت الشاب دفع الراقصة التى نافست الخديوى فى الثراء إلى الاكتئاب والحزن لتسوء حالتها، ومع تقدمها فى السن لم تعد كما كانت فصار كل من يقترب لها يسرقها حتى تناقصت الثروة، لتبيع منزل تلو الآخر من أملاكها وتفرط فى مجوهراتها بثمن بخس، لتتسول فى النهاية لقمة عيشها بعدما أقامت محل بوظة.
وخانها زوجها وسرق كافة أموالها لتسير وحيدة فى سن تخطى السبعين تطلب الحسنة ولقمة عيش حتى قابلت شخص كان يعرفها، ولما علمها عطف عليها ليبكى حينما سألها عن حاجتها وهو يتذكر ثروتها ومجوهراتها والحرير التى كانت ترتديه ليجدها تطلب أمنية وحيدة تمثلت فى رغبتها أكلة سمك قبل أن يوفر لها مسكن لتموت فيما بعد وحيدة تاركة حكاية تظل تؤرق الكثيرين من المشاهير ممن باتوا ينظروها باعتبارها درس خاصة مع مشهد النهاية الذى تمثل فى تكفل شخصية بتوفير ملازم جنازتها لعدم تركها أى مليم خلفها ليسدل المشهد على رحيلها وخلفها اثنين فقط.