المكان: سجن وادى النطرون .. الزمان: 1986 .. كان الجو عاصفا، والشمس تضرب تلك الوجوه التى اصطفت فى صحراء السجن مرتدية ملابس السجناء والمعتقلين.. بعضهم معروف، وكثير منهم لا نعرفه "كومبارسات".. وأمام هذا الجمع الغفير يمر المخرج عاطف الطيب ليعطى شارة البدء استعدادا لتصوير أحد المشاهد المهمة فى فيلمه الشهير "البرىء" تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد، وبطولة النجم الراحل أحمد زكى.
بعد أن استعد المخرج للمشهد الذى يتضمن صفع النجم أحمد زكى بـ"القلم" على وجهه من قبل أحد العساكر، أثناء تصوير مشاهد السجن، أتى عاطف الطيب بكومبارس يدعى علاء من منطقة الشرابية وكان ضمن المجاميع (يعمل مبلط محارة)، وقال له اضرب أحمد زكى بـ"القلم" فارتعد علاء خوفا من النجم، وقال له: "يا أستاذ عاطف مقدرش"، فرد أحمد زكى: "اضرب يا علاء"، فصفعه على وجهه، فغضب المخرج عاطف الطيب وقال له: "إنت عسكرى أمن مركزى لما أقولك اضربه بالقلم يعنى لازم يكون قلم بجد مش بخوف"، وكذلك النجم الأسمر نهره قائلا: "أنا بقولك اضربنى قلم بجد يا علاء"، وتم إعادة المشهد، وقام الكومبارس الذى يجسد دور عسكرى أمن مركزى بصفع أحمد زكى بـ"القلم" على وجهه، فسقط النجم أرضا من شدة القلم.
بعدها قال المخرج عاطف الطيب مازحا مع أحمد زكى :"عسكرى الأمن المركزى ما ينفعش يقع لما يضرب بالقلم يا سبع الليل"، وتم إعادة المشهد مرة أخرى.