"امشى على رمشى وادينى بوسة كمان، انت مبتعرفشى تبقى إنسان".. نثرت هذه الكلمات عند أدائها على طريقة مريم صالح حالة من النشوة المطلقة في أرجاء الأزهر بارك، عند امتزاجها بوصلة من خفة الدم بينها وبين الحضور مع تغيير في كلماتها وإضافة بعض النكات التي أضفت روح الدعابة على وصلة غنائية احترافية طال انتظارها لعشاق واحدة من أبرز أيقونات مجال الإندي ميوزيك فى مصر، والتي روت عطش جمهورها لرؤيتها لايف بعد غياب قرابة سنتين عن آخر حفلاتها.
ساعة ونصف الساعة هي عمر خطفة مريم صالح لمسامع جمهور مسرح الجنينة، الذي امتلأ عن بكرة أبيه من زحام الحضور حتى قبل بداية الحفل بساعة، التفاعل كان الشعار الأبرز في الحفل، فكل أغنية تشدوها تجد الجمهور يرددها عن ظهر قلب دون أن تضطر حتى لإكمالها، "بنحبك يا مريم" ترامت كثيرًا وسط كل أغنية وأخرى، و"الهزار" كسر جليد اللقاء المنتظر بينها وبين عشاقها بعد غياب طويل، وتمكنت بتلقائيتها من خلق أجواء من السعادة فى أرجاء المكان، رغم كون غالبية أغانيها تحمل في طيات معانيها وكلماتها بطانة خفية من السوداوية والكآبة أبرزها "عندي طول الوقت وحدة، عندي جوه الوحدة وقت" و"انساب وليه تنربط ياللي في ضهرك جناح، احزن عشان تنبسط موت علشان ترتاح".
ووضعت مريم صالح بطلتها البهية وصوتها القوي وصرخاتها الغنائية و"دماغ مزيكتها العالية" الآسرة للمسامع مسك الختام على فعاليات برنامج الافتتاح لعام 2018 لمسرح الجنينة، والذي ضم في جعتبه ثلاث حفلات مميزة في تنوعها، بداية من الظهور اللايف الأول لفرقة يوما التونسية، ومن بعدها خطفة الموسيقار حازم شاهين واللبنانية تانيا صالح، لتستمر من بعدها في "سحلة" حفلاتها العالمية بمشاركة الموسيقي الفلسطيني تامر أبو غزالة والموسيقي المصري موريس لوقا، مع مشروعهما الموسيقي المشترك "الإخفاء".