رسايل.. على الرغم من أنها تبدو كلمة مألوفة إلى حد كبير بالنسبة للجميع، فكل منا يتلقى العديد من الرسائل خلال كل ساعة عبر أى من التطبيقات التى يستخدمها، فتجد أنك طوال الوقت محاط برسائل عديدة، إما من صديق أو من مديرك بالعمل أو من أى شخص، ولكن ماذا تشعر عندما تكون هذه الرسائل رسائل إلهية تأتيك على شكل أحلام؟
ربما يحمل السؤال قدرًا من الغرابة، ولكن لا تقارن هذه الغرابة بتلك التى حملها مسلسل "رسايل"، والذى لعبت بطولته النجمة مى عز الدين، ومن تأليف محمد سليمان عبد المالك، فمنذ بدأ عرض الحلقات الأولى من المسلسل خلال الموسم الرمضانى الحالى وجد الجمهور نفسه أمام عمل درامى مختلف يغرد خارج السرب الذى تسير فيه الدراما الرمضانية، أسئلة كثيرة واجهها الجمهور خلال مشاهدته للعمل، لذلك كان يجب أن يجيبنا عليها مؤلف المسلسل محمد سليمان عبد المالك فى حديثه لـ"عين"..
فكرة المسلسل
تجربة شخصية.. بهذه الكلمات بدأ محمد سليمان حديثه قائلا: "الموضوع مبنى على تجربة شخصية تعرضت لها منذ ثمانى سنوات، ومنذ تلك اللحظة جاءتنى فكرة مسلسل رسايل، وقررت كتابة المسلسل الذى يدور حول امرأة تتلقى العديد من الرسائل خلال أحلامها". وتابع: "رغم أننى طبيب إلا أننى مهتم بالجانب الروحانى بشكل كبير، فلدى شغف بالقراءة فى الأديان ومهتم بالصوفية".
الخوف من الفكرة
كان من الطبيعى أن يكون لدى القائمين على هذا المسلسل شعور بالخوف تجاه عرض الفكرة على الجمهور، فعندما تواجه فى عام 2018 مسلسل يحدثك عن رسائل تأتيك عبر الأحلام يبدو الأمر غريبا وغير مألوف، ليتحدث سليمان قائلا: "بالطبع كنت متخوف جداً، فسيناريو المسلسل منتهى منذ عام 2010 ومنذ ذلك الوقت وكلما نويت تقديم المسلسل كنت أتراجع عامًا بعد الآخر، إلا أننى وجدت أن هذا العام مناسب لخروجه إلى النور".
المسلسل يغرد خارج السرب
بالنظر للمسلسل تجده مختلفا إلى حد كبير عن الأعمال الدرامية المتنافسة فى الموسم الرمضانى الحالي، وهو ما بدا لافتًا بشكل كبير، ليكشف لنا سليمان قائلا: "راهنت على الاختلاف". ويتابع: "كان هدفى تقديم عمل مختلف على عكس الأعمال التى اتسم بها الموسم الرمضانى والتى يغلب عليها الأكشن".
رسالة المسلسل
بلا شك أن المسلسل الذى يحمل اسم "رسايل" كان مؤلفه يحمل رسالة يود أن يوصلها للجمهور، ليشير إلى رسالته هذه قائلا "كنت أرغب فى طرح ظاهرة غريبة، ولكن فى إطار فلسفى، فهل يمكن أن يتطهر شخص ما من أخطائه فور دخوله فى غيبوبة أو موته عن طريق شخص آخر؟".
صراع العلم والروحانيات
يعرض سليمان من خلال مسلسله حالة من الصراع التى تدور بين العلم والروحانيات، ليتحدث عنها موضحًا "العلم لا يعترف بالروحانيات، فهو لا يعترف إلا بكل ما يمكن إثباته بالتجربة العملية، ولكنى أعتقد أنه فى السنوات المقبلة سيلتقى العلم بالروحانيات".
البطلة المحجبة الأنيقة
"البطلة من الطبقة الوسطى والتى أغلبها محجبات، فاختيارى للحجاب هنا لكونه شكلا اجتماعيا يميز بعض نساء الطبقة الوسطى، ولم يكن بهدف دينى، فأنا ضد دراما التبشير، فليس شرطًا أن يكون ظهور البطلة محجبة له مبرر درامى، فالحجاب مثله مثل الشعر الطويل أو القصير"، هكذا أوضح سليمان سر اختياره للبطلة المحجبة. أما عن أناقتها فيتابع: "كنت حريص على أن تظهر بشكل أنيق، فالحجاب هو شكل اجتماعى وليس تقييدا للحرية كما يعتقد البعض، وجميعنا لدينا فى عائلاتنا نساء محجبات بعضهن أنيقات والأخريات لا تهتم بأناقتها، فالأمر لا يرتبط تمامًا بالحجاب".
التعاون مع مى عز الدين
"عرض العمل على مى فى عام 2015، ولكنها فى ذلك الوقت كانت منشغلة بمسلسل حالة عشق، وفى عام 2016 كانت لديها رغبة فى تقديم عمل رومانسى فتعاونا سويًا فى مسلسل "وعد" وطوال هذه المدة كانت فكرة تقديم مسلسل "رسايل" مازالت قائمة، حتى قررنا تقديمها هذا العام"، هكذا أوضح سليمان تعاونه مع مى عز الدين فى رسايل.
وأضاف: "مى تمتلك قدرا كبيرا من الجراءة لموافقتها على تقديم هذا العمل، والذى يعد خارج الإطار الآمن الذى اعتادت عليه فى أعمالها".
وتابع "مى ممثلة مريحة فى التعامل معها، فهى لا تفرض رأيها على العمل، بل تتفاعل مع الدور وتلعبه كما هو مكتوب".