عندما يتقمص الفنان أو الفنانة الشخصية التي يؤديها في أي عمل فني سواء فيلم أو مسلسل، ينسى أنه داخل لوكيشن التصوير وأن ما يحدث مجرد تمثيل، ويسرح بخياله في تفاصيل الشخصية وقد يندمج بكل حواسه في المشهد وكأنه على أرض الواقع، ورغم أن هذا الاندماج يكون في مصلحة المشاهد الذي يستمتع بمشهد حقيقي يجعله يشعر بمصداقية ما يشاهده على الشاشة، إلا أن وراء هذه المشاهد التي صنفت من روائع السينما والتليفزيون ضحايا مجهولين، يدفعون ثمن هذا الاندماج، وبمناسبة احتفال جمهور النجمة الراحلة سناء جميل بذكرى ميلادها تذكر جمهورها على السوشيال ميديا أحد المشاهد التي كانت فيها سناء جميل ضحية لاندماج النجم الراحل عمر الشريف.
فى فيلم "بداية ونهاية" الذي يعد من كلاسيكيات السينما المصرية، أشاد النقاد بدور نفيسة "سناء جميل" فهو من أهم الأدوار التى جسدتها. اتقانها سناء جميل للشخصية لم يكن أمرًا سهلًا عليها، بل كان يتطلب منها العديد من التضحيات، حتى أنها عانت من ضعف حاسة السمع حتى رحيلها، بعدما صفعها عمر الشريف، صفعة قوية تلقتها منه فى نهاية الفيلم عندما إكتشف أن شقيقته فتاة ليل.
ولم تكن سناء جميل الضحية الأولى ولا الأخيرة للاندماج في التصوير وخلال السطور التالية نرصد أبرز المشاهد الصعبة التى دفع نجومها ثمن اندماج زملائهم أثناء تصوير المشاهد السينمائية أو الدرامية...
سناء جميل وعمر الشريف
محمود مرسى يصفع نجوى إبراهيم
فى فيلم فجر الإسلام الذى يعد من أهم الأفلام الدينية التى قدمت أيام الزمن الجميل، قالت الفنانة نجوى إبراهيم ، إن الفنان القدير محمود مرسى صفعها بقوة على وجها أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم، وقالت نجوى إبراهيم إن الصفعة امتدت حتى الأذن مما جعلها تسمع صوت صفير، وفقدت وعيها بعد هذا المشهد.
محمود مرسي يصفع نجوى ابراهيم
عماد حمدى يضرب عبد الحليم حافظ فى فيلم الخطايا
عماد حمدى فى فيلم "الخطايا" قام بصفع العندليب عبد الحليم حافظ، 36 مرة، أثناء تصوير المشهد الشهير الذى جمعه بالعندليب، والذي يقول فيه "أنت مش ابني" حيث اضطر مخرج الفيلم لإعادة المشهد أكثر من مرة ليخرج بشكل حقيقي وهذا ما حدث في آخر إعادة للمشهد حتى أن العندليب شعر بألم شديد بعدها.
عماد حمدي والعندليب
محمود المليجي أندمج لدرجة الموت
الفنان الراحل محمود المليجى، أطيب شرير فى السينما المصرية، تحول مشهد نومه فى فيلم "أيوب" إلى حقيقة، حيث تقول إحدى الروايات عن المقربين منه أنه كان يجلس مع عمر الشريف فى كواليس تصوير فيلم "أيوب"، لمراجعة أحد المشاهد التى تقول فيها: "يا أخى الحياة دى غريبة جدا.. الواحد ينام ويصحى، وينام ويصحى، وينام ويشخر"، ثم مال جانبا وأغمض عينيه وهو يجسد دور النائم وبالغ فى "تشخيره" إلى حد أضحك كل الموجودين، مما دفع عمر الشريف ليصيح قائلا: "إيه يا محمود.. خلاص"، ليتفاجأ الحضور بوفاة محمود المليجى إثر أزمة قلبية مفاجئة وتتحقق أمنيته التى كثيرا ما أعلن عنها وسط زملائه ومحبيه بأنه يتمنى "يموت وهو بيمثّل"، من فرط حبه للتمثيل.
محمود المليجي
زكي رستم "رائد مدرسة الاندماج"
يعتبر الفنان القدير الراحل زكى رستم الذى لقب بـ"رائد مدرسة الاندماج" من أكثر فنانى الزمن الجميل الذين كانت تخشى الفنانات الوقوف أمامه، وذلك بعدما تلقت الفنانة صباح صفعة قوية على وجهها أثناء تصوير فيلم "هذا جناه أبى" إنتاج عام 1945، من قبل زكى رستم، والسبب فى هذه الصفعة كانت سخرية صباح من زكى رستم أثناء أدائه لمشهد من مشاهد الفيلم، وضحكت ضحكة استهزاء وسخرية، ما كان من زكى رستم إلا أن أكمل حالة الاندماج وصفعها على وجهها صفعة قوية صدمت فريق العمل، وبعد ذلك ذهب زكى رستم إلى غرفة الشحرورة ليعتذر لها عما بدر منه، وهى أيضا اعتذرت له، لأنها ضحكت عليه وهو مندمج فى أحد المشاهد أمامها.
وهذه الواقعة جعلت المقربين من الفنانة مديحة يسرى يحذرونها من التمثيل مع زكى رستم، أثناء تصوير فيلم "أولادى" وهذا ما فعلته مديحة ولكن بطريقتها حيث تضمن الفيلم مشهدا تقوم فيه مديحة التى جسدت دور زوجة زكى رستم فى الفيلم بضربه على رأسه بحديدة، واندمجت مديحة وضربته بقوة وأصيب زكى رستم وسالت دماؤه وأوقف المخرج التصوير لإسعاف "رائد مدرسة الاندماج" زكى رستم.
زكي رستم وفاتن حمامه
خالد النبوي يتسبب في ثقب طبلة ريهام عبد الغفور
ويبدو أن الجيل الجديد من الفنانين لم يسلم من أذى الاندماج في التصوير حيث تعرضت الفنانة ريهام عبد الغفور لثقب في طبلة أذنها وإصابات بوجهها بعد قيامها بتصوير مشهد ضرب يجمع بينها وبين الفنان خالد النبوي في مسلسل "مريم" الذي عرض في رمضان 2015، ورغم أن هذا المشهد كان حديث النقاد وقتها نظرا لبراعة النبوي في أدائه إلا أن ريهام عبد الغفور كانت ضحية هذا النجاح.